اندلعت اشتباكات عنيفة بولاية خوست جنوب شرق أفغانستان بين الشرطة الأفغانية ومجموعة من مقاتلي حركة طالبان الذين هاجموا مقرات حكومية ومصرفا في المدينة. من جهة أخرى اتهمت وثائق أميركية سرية طالبان باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في مهاجمة القوات الأجنبية بأفغانستان. فقد نقل مصادر اخباريه في كابل أن مسلحين ومهاجمين انتحاريين هاجموا الثلاثاء مقر حاكم ولاية خوست الواقعة جنوب شرق أفغانستان ومقر قائد الشرطة ومصرفا أفغانيا، لافتا إلى أن المدينة باتت محاصرة في ظل استمرار الاشتباكات، لكن لم يعلن عن وقوع ضحايا حتى الآن. حركة طالبان: وأضافت أن حركة طالبان تبنت مسؤوليتها عن الهجوم، وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله أن ثلاثين من مقاتليها يشتبكون حاليا مع القوات الأفغانية والأجنبية بولاية خوست. وأفاد بأن هناك حالة من الارتباك والغموض تلف الأوضاع الراهنة في الولاية، مشيرا إلى أن الأماكن المستهدفة بالهجوم تبعد فيما بينها بمسافات تصل إلى عدة كيلومترات، وأنه لم يعرف بعد الكيفية التي دخل بها المهاجمون -ومن بينهم انتحاريون- المدينة. وكان مصدر في القوات الدولية (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بولاية خوست قد أكد سماعه سلسة من التفجيرات هزت المدينة الثلاثاء، مؤكدا تلقيه معلومات تفيد بوقوع هجوم انتحاري، لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل. الفوسفور الأبيض: من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية بريطانية نقلا عما وصفته وثائق أميركية سرية أن حركة طالبان استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض -صُنع بعضها في بريطانيا- لمهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان. ووفقا للمصادر البريطانية تم العثور على الفوسفور الأبيض في العبوات الناسفة المعدّلة التي يزرعها مقاتلو طالبان على جوانب الطرق في مناطق مختلفة من أفغانستان، ومن ضمنها المناطق الجنوبية حيث ينتشر نحو 8100 جندي بريطاني، كما جرى استخدامه في قذائف الهاون والهجمات الصاروخية ضد القوات الأميركية. وأضافت أن تحقيقاً كاملاً يجري حالياً لمعرفة الطريقة التي حصلت بها طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة الأفغانية، على ذخائر الفوسفور الأبيض من بريطانيا. تطور جديد: ونسبت المصادر الإعلامية البريطانية إلى الرائدة جنيفر ويلز المتحدثة باسم القوات الأميركية في قاعدة بغرام القريبة من العاصمة الأفغانية كابل، قولها إن آثار ذخائر الفوسفور الأبيض التي تم العثور عليها أظهرت أنها صنعت في دول مختلفة من بينها بريطانيا والصين وروسيا وإيران. وأضافت أن أفغانستان تعج بمخلفات المعدات الحربية من كل صنف ونوع، لذلك ليس من قبيل المفاجأة أن تضع الجماعات المسلحة يدها على الفوسفور الأبيض، لكن استخدام هذه الذخيرة في العبوات الناسفة المعدلة التي تُزرع على جوانب الطرق يعد تطوراً جديداً. بيد أن وزارة الدفاع البريطانية أكدت عدم وجود أي دليل على تعرّض الجنود البريطانيين لحروق بسبب ذخائر الفوسفور الأبيض في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، وأعلنت أنها ستفتح تحقيقاً لمعرفة الطريقة التي حصلت بها طالبان على ذخائر بريطانية الصنع. يشار إلى أن رئيس لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان نادر نادري نقل عن أطباء عالجوا مصابين في الغارات الأميركية الأخيرة على ولاية فره غربي البلاد، عثورهم على حروق تدل على استخدام مواد كيماوية يرجح أنها من ذخائر الفوسفور الأبيض الحارقة.