كابول - أ ف ب، رويترز - أعلنت قيادة الجيش الاميركي في افغانستان ان مقاتلي حركة «طالبان» استخدموا منذ عام 2003 نحو 11 قنبلة احتوت مادة الفوسفور الابيض التي لا تحظرها معاهدات تقييد استخدام المواد الكيماوية كأسلحة لكنها يمكن أن تسبب حروقاً مروعة اذا لامست جلد الانسان، مؤكدة العثور على 33 قنبلة اخرى في مخازن للمتشددين. واوضحت في بيان ان استخدام المادة حصل في كل ولايات القيادة الاقليمية الشرقية، «ما يظهر توافر الفوسفور الابيض بكميات كبيرة لدى المسلحين، علماً ان مخزون هذه الاسلحة لا يعود الى حقبة الاحتلال السوفياتي السابق، بل ارسلته دول عدة الى البلاد». وأفاد البيان بأن الجيش الاميركي يستخدم مادة الفوسفور في مهمات مثل الاضاءة او تحديد اهداف او احداث عوازل من الضباب او تدمير تحصينات، «لكن ليس ضد الناس»، وبينهم سكان ولاية فرح (غرب) الذين استهدفتهم غارة جوية اميركية الاسبوع الماضي اسفرت عن مقتل 140 شخصاً بينهم نساء واطفال. وقالت الناطقة باسم الجيش الاميركي الكابتن اليزابيث ماثياس: «استخدام الفوسفور الابيض ضد البشر وبينهم الاعداء يخالف قوانين الجيش الاميركي في خوض الحرب»، علماً ان الطبيب محمد جلالي الذي عالج خمسة جرحى في فرح اعلن ان بعضهم اصيبوا بحروق من الدرجة الثانية والثالثة «يمكن ان تنتج من استخدام فوسفور او مواد قابلة للاشتعال مثل بترول او غاز طبيعي، او حتى قنابل يدوية قابلة للاشتعال». واشار الجيش الاميركي نهاية الاسبوع الماضي الى ان الاطباء شخصوا الاصابات بأنها نتجت من انفجار قنابل او زانات بروبين، ملمحاً الى احتمال التسبب بها عمداً «بهدف خلق ازمة تتعلق بعدد الضحايا المدنيين». لكن حركة «طالبان» نفت استخدامها الفوسفور الابيض. وقال الناطق باسمها يوسف احمدي ان «الاسلحة الرئيسية التي تملكها طالبان هي بنادق كلاشنيكوف ورشاشات بي كي، ومنصات لاطلاق صواريخ». وفي خطوة تهدف الى تفادي وقوع قتلى مدنيين وتأثيرها على العلاقات الافغانية – الاميركية، اقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان بعد عام فقط على توليه المنصب، وعين بدلاً منه الجنرال ستانلي ماكريستال القائد السابق لقوات النخبة التي حققت نجاحات ملفتة في العراق وافغانستان. وبرر غيتس الاجراء بضرورة اعتماد «مقاربة جديدة» تتناسب مع الاستراتيجية الجديدة التي يطبقها الرئيس باراك اوباما في افغانستان، علماً انه يراهن بالدرجة الاولى على خبرة ماكريستال في العمليات الخاصة وصدقيته بين وحدات الكوماندوس التي ستتولى الحد من اصابات المدنيين اثناء تنفيذ العمليات. وتنسب الى ماكريستال تنفيذه عمليات محددة الاهداف ادّت الى قتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي عام 2006، ووضعه الاستراتيجية التي استخدمت في القضاء على خلايا مدعومة من «القاعدة» وايران في العراق عام 2007، وهي استراتيجية ما زالت سرية. لكن الوحدات الخاصة اتهمت في ظل قيادة ماكريستال بارتكاب تجاوزات في حق معتقلين، ما ارجأ تعيينه في منصبه الحالي نحو سنة. واعلن ناطق باسم الرئاسة الافغانية ان تغيير القيادة الاميركية العسكرية في البلاد مسألة ادراية تتعلق بواشنطن، «فيما نريد ان يحقق القائد الجديد تقدماً على صعيد خفض عدد الضحايا المدنيين والغارات الجوية التي تثير تساؤلات في شأن شرعية الحكومة الافغانية ووجود القوات الاجنبية». واعلنت «طالبان» ان اعفاء ماكيرنان نتج من «فشل» الولاياتالمتحدة في افغانستان، «في مقابل نجاح المقاومة في دفع ادارتها الى تغيير قيادتها العسكرية، ونعتبر رحيلهم افضل للقوات الاجنبية والافغان». على صعيد آخر، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من واشنطن انه سيتوجه الى افغانستان اليوم برفقة المبعوث الفرنسي الخاص للبلاد بيار ليلوش من اجل اعداد متابعة للانتخابات الرئاسية الافغانية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل، خصوصاً على صعيد ضمان امن مراقبي الاتحاد الاوروبي الذين سينتشرون في البلاد خلال الانتخابات. ميدانياً، قتل ثلاثة عناصر امن افغان وثلاثة مدنيين وجرح 13 آخرون، في هجوم شنه انتحاريان على مقر البلدية في مدينة خوست (شرق). وافاد موظف بأن المسلحين «فجروا باب المقر بقذيفة ودخلوا، قبل ان يحتجزوا ستة او سبعة اشخاص فيه، فيما صرح عبدالله قيوم باقيزوي قائد الشرطة في خوست بأن قوات الامن قتلت ثلاثة انتحاريين محتملين في اشتباكات وفككت سيارة مفخخة. واعلنت «طالبان» ان 30 من مقاتليها دخلوا خوست مزودين سيارات مفخخة وسترات انتحارية ورشاشات، و «استهدفوا مباني حكومية عدة بينها مكتب الحاكم ومقر الشرطة، حيث قتلوا موظفين حكوميين كثيرين».