كابول، طهران - أ ف ب، رويترز - حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي زار كابول في شكل مفاجئ أمس، من ان القوات الدولية ستواجه «معارك ضارية» ضد حركة «طالبان»، على رغم مؤشرات لإحرازها تقدماً في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات. وقال: «لا شك في ان تطورات ايجابية حصلت اخيراً»، بعد عملية مرجه وتوقيف عدد من قادة «طالبان» في باكستان اخيراً، لكنني أعتبر ان الوقت ما زال مبكراً جداً. ويجب ان تتوقع القوات الأجنبية والأفغانية معارك ضارية جداً وأياماً اكثر صعوبة، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود». والحد من التوقعات أمر مهم بالنسبة الى واشنطن وحلفائها للحفاظ على دعم حرب يتزايد فيها عدد الضحايا العسكريين وترتفع التكاليف. وكان أوباما قال إنه «سيبدأ في خفض عدد القوات بحلول تموز (يوليو) 2011، لكن مسؤولين يؤكدون أن الدور العسكري سيستمر بعد هذا التاريخ. وشنت قوات الحلف الأطلسي (ناتو) والجيش الأفغاني قبل ثلاثة اسابيع عملية «مشترك» في منطقة مرجه بولاية هلمند (جنوب)، في اضخم عملية عسكرية ضد «طالبان» منذ اجتياح هذا البلد عام 2001 شارك فيها 15 الف جندي. وشكلت هذه العملية اول اختبار حقيقي للاستراتيجية الأميركية الجديدة في افغانستان التي اعلنها الرئيس باراك اوباما في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وتتضمن إرسال تعزيزات تفوق ثلاثين الف عسكري اميركي اضافي الى هذا البلد، والذي وصل اليه ستة آلاف جندي اميركي حتى الآن. واعلن وزير الدفاع الأميركي انه يريد الاطلاع من قائد القوات الأجنبية الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال على الحملة الجارية في مرجه والمراحل المقبلة التي ستليها، مع العلم ان مسؤولاً اميركياً طلب عدم كشف اسمه اشار سابقاً الى ان قندهار ستكون الهدف المقبل للحلف الأطلسي. لكن ماكريستال ابلغ الصحافيين أن القوات ستتجمع تدريجاً على مدار الشهور القليلة المقبلة في قندهار، لكنه لا يخطط لهجوم ضخم واحد ومفاجئ مثل الهجوم الذي شن على مرجه الشهر الماضي. وقال: «من الناحية العسكرية لن يحصل هجوم مثل مرجه». وإثر وصول غيتس، الغى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد زيارته التي كانت مقررة ليوم واحد أمس لإجراء محادثات مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي، فيما اتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الولاياتالمتحدة وبريطانيا بنشر الإرهاب في المنطقة. وتدعو ايران الى انسحاب القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة من افغانستان بحجة ان وجودها يزيد من تمرد «طالبان» عدوتها ايضاً باعتبارها «منظمة سنية متطرفة». لكن مسؤولين اميركيين يتهمون ايران بإقامة اتصالات مع الحركة. وقال غيتس: «يريد الإيرانيون ان تكون الحكومة الأفغانية ودية معهم، لكنهم لا يريدون ان تنجح، مع العلم أن مستوى الدعم الإيراني للمتشددين ما زال منخفضاً نسبياً، واعترف بأن طهران قد تقوم بمزيد ضد المصالح الأميركية في أفغانستان إذا أرادت». ميدانياً، هاجم مقاتلو «طالبان» مقر إدارة الشؤون القبلية في ولاية خوست (جنوب شرق)، واشتبكوا مع القوات الحكومية التي حاصرتهم، فيما اعلن صلاح الدين أيوبي، أحد قادة «طالبان» ان المقاتلين وبينهم مهاجمان انتحاريان استولوا على المبنى الحكومي. وتعتبر خوست المحاذية للحدود مع باكستان معقلاً لفصيل في «طالبان» يقوده جلال الدين حقاني، وشهد غارات مماثلة كثيرة في السابق. وفي ولاية باغديس (جنوب غرب)، قتل عشرة مدنيين في انفجار عبوة يدوية الصنع لدى مرور سيارة، كما سقط مدني آخر في حادث مماثل حصل في مكان آخر من الولاية. لكن الملا عبد المنان احد قادة المتشددين في المنطقة قال إن القنبلتين قتلتا قوات أفغانية وأجنبية وليس مدنيين. وتشهد باغديس نشاطاً متزايداً للمتشددين، في وقت وسع مقاتلو «طالبان» نفوذهم من معاقلهم التقليدية في جنوب البلاد وشرقها. وتشكل القنابل المزروعة على الطرق اكثر الأسلحة فتكاً التي يستخدمها المتشددون، وتستهدف عادة الشرطة أو القوات الحكومية والأجنبية. كما يلقى مدنيون حتفهم في شكل متكرر.