أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومته اليوم أنه لن يتخلى عن مرتفعات الجولان الإستراتيجية من أجل السلام مع سوريا. ونقل مسؤول إسرائيلي عن نتنياهو قوله في الجلسة الأسبوعية لحكومته إن المفاوضات غير المباشرة مع سوريا -التي جرت بوساطة تركيا في عهد سلفه إيهود أولمرت- مجمدة حاليا ولا يبدو أنها ستعود للحياة. وكان نتنياهو أدلى بتصريحات مشابهة في مقابلة مع صحفيين ناطقين باللغة الروسية الأسبوع الماضي قال فيها إن "البقاء في مرتفعات الجولان يضمن أفضلية إستراتجية لإسرائيل في حال اندلاع صراع مع سوريا". ويأتي كلام نتنياهو هذا بعد مناقشات وصفت بالساخنة بين وزراء حكومته بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع سوريا التي تعتبر عودة الجولان التي احتلها إسرائيل عام 1967 أمرا غير قابل للتفاوض. وجرى جدال بشأن استئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية بين وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان الذي يقود حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف ووزير الدفاع إيهود باراك زعيم حزب العمل. وقد دعا باراك إلى استئناف محادثات سلام كاملة مع سوريا إلى جانب المفاوضات مع الفلسطينيين التي استؤنفت برعاية أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2007. بيد أن ليبرمان اعتبر أن الحوار مع سوريا لن يكون ذا أهمية ما دامت مستمرة في دعمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني. تجدر الإشارة إلى أن حكومة أولمرت أعلنت في مايو/أيار العام الماضي انطلاق مفاوضات مع سوريا عبر وساطة تركية تمهد الطريق من أجل استئناف مفاوضات سلام رعتها واشنطن لكنها انهارت عام 2000. وكانت آخر جولة للمفاوضات بين سوريا وإسرائيل انهارت عندما رفضت إسرائيل مطلب سوريا بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان حتى بحيرة طبرية التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في إسرائيل. وقد جمدت سوريا مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط التركي مطلع العام الحالي عقب شن الاحتلال الإسرائيلي حربه الأخيرة على قطاع غزة.