حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم، من مخاطر إشاعة أجواء اليأس والإحباط من إمكانية إنجاح الحوار الفلسطيني الداخلي، وتحقيق الوحدة الفلسطينية في أعقاب الفشل المتكرر لفصائل العمل الوطني والإسلامي وعلى رأسهما حركتي "فتح" و"حماس" في التوصل لاتفاق ينهي الانقسام ويعيد ترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته. وقال عماد أبو رحمة عضو اللجنة المركزية للجبهة خلال ندوة سياسية في غزة: إن "اليأس والتيئيس هما المدخل الرئيس لفرض الحلول الاستسلامية على شعبنا". وأكد أبو رحمة أن الشراكة الحقيقية من جميع الفصائل والقوى في الحوار الوطني الشامل هي المخرج الرئيس لحل القضايا العالقة، بديلاً عن الثنائية والمحاصصة وتقاسم السلطة، منتقداً القوى الفلسطينية التي تستجيب للضغوط والتدخلات الإقليمية والدولية، مطالباً إياها بتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية على ما عداها. ووجه أبو رحمة انتقادات شديدة لممارسات حكومتي رام اللهوغزة لاستمرارهما في تعدياتهما على الحريات الديموقراطية، وشنهما حملات اعتقال وقمع وتعذيب بحق المواطنين على خلفية انتماءهم السياسي حسب قوله. وطالب قوى المقاومة الفلسطينية بالإسراع في تشكيل جبهة مقاومة موحدة، تنظم المقاومة وتوظفها بما يخدم شعبنا ومصالحه، داعياً الشعب الفلسطيني وقواه للتكاتف والتوحد في مواجهة "المخططات الصهيونية المتطرفة الجديدة" لضرب المقاومة، وتطويع ارادة الفلسطينيين. ولفت إلى دور الجبهة الشعبية في رأب الصدع الفلسطيني الداخلي، ودعمها المستمر لكل جهود الوحدة، مشيراً إلى دورها الأخير على صعيد الضغط على قوى المقاومة لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تحدد تكتيكات المقاومة أين ومتى وكيف نقاوم؟. وأكد موقف الجبهة المتمثل بضرورة إجراء انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسي بما لا يتجاوز 25/1/2010 وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، وإعادة تفعيل م ت ف، وفتح المجال لمشاركة كل القوى السياسية والاجتماعية في مؤسساتها المختلفة. وفيما يتعلق بالحكومة، عبّر أبو رحمة عن استهجانه للجدل الدائر بشأن "الالتزام" أو"الاحترام" للاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال بعد تجربة تزيد عن 15 سنة من التفاوض وفق أسس أوسلو، دون أن تحقق أية منجزات لشعبنا، داعياً إلى إجراء عملية مراجعة لمسار التسوية، وإعادة الاعتبار لبرنامج الإجماع الوطني، والتأكيد على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال، الذي لا يزال يحتل أرضنا ويمعن قتلاً وحصاراً واستيطاناً بحق شعبنا وأرضه.