شنّت حركة «حماس» هجوماً لاذعاً على الرئيس محمود عباس، واتهمته ب «الاستقواء بالعدو» على خلفية تصريحاته التي أكد فيها ضرورة التزام أي حكومة توافق وطني بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل، فيما انتقدت الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» الحوار الثنائي بين حركتي «فتح» و «حماس» الذي بدأت منه جولة جديدة في القاهرة أمس. ووصفت «حماس» أمس تصريحات عباس بأنها «تراجع عن اتفاق الرزمة وتسويق رخيص للشروط الأميركية، ومحاولة تهرّب من كل استحقاقات القضايا الرئيسة المتعلقة بالشأن الفلسطيني». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان إن «عباس حاول اجتزاء اتفاق الرزمة الذي اتفقت عليه كل الفصائل». واعتبر «حديث عباس عن المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني تأكيداً لفشل هذا الخيار وحال الإفلاس التي مُنيَ بها ووفده المفاوض على مدار السنوات الطويلة في مفاوضاته مع العدو الصهيوني». ورأى برهوم أن «عباس يسوّق من جديد مشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال، ويشترط على الحكومة المقبلة أن تلتزم الاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني الذي لم يلتزم أياً منها، وهذا ما أكده عباس في حديثه». واستهجن حديثه عن المقاومة، معتبراً أنه «من العار أن يتحدث عباس مستخفاً بالمقاومة بعدما حققته من صمود ودفاع عن الشعب الفلسطيني، وتحديداً في الحرب الأخيرة على غزة». واعتبر هذا «إنكاراً صريحاً لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه يبرئ الاحتلال من كل جرائمه، في ظل ما يجري في الضفة الغربية والقدس من قتل واستيطان وطرد للمواطنين من بيوتهم». وخلص إلى أن «توجهات عباس وحركة فتح هي استمرار التضليل والتجني والاستقواء بالعدو، وتشويه سمعة المقاومة على حساب حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ووحدته وتقوية جبهته الداخلية». بدوره، قال القيادي في «الجهاد» الشيخ نافذ عزّام إن «التعنت الأميركي والأوروبي هو الذي يعيق التوصل الى اتفاق فلسطيني - فلسطيني ينهي حال الانقسام القائمة». وأضاف أن «الفصائل الفلسطينية شاركت بفاعلية في كل جولات الحوار السابقة وفي كل الجهود التي بذلت من أجل ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، إلا أن كل ذلك اصطدم بتعنت أوروبي أميركي، خصوصا في ما يتعلق ببرنامج حكومة التوافق المقبلة». إلى ذلك، حذر عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية» عماد أبو رحمة من «مخاطر إشاعة أجواء اليأس والإحباط من إمكان إنجاح الحوار الداخلي وتحقيق الوحدة، في أعقاب الفشل المتكرر... في التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام ويعيد ترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته»، معتبراً أن «اليأس هو المدخل الرئيس لفرض الحلول الاستسلامية على شعبنا». وانتقد الحوار الثنائي بين «فتح» و «حماس»، وحكومتي الحركتين في رام اللهوغزة «لاستمرارهما في تعدياتهما على الحريات الديموقراطية، وشنهما حملات اعتقال وقمع وتعذيب في حق المواطنين على خلفية انتمائهم السياسي». واستهجن عضو اللجنة المركزية ل «الديموقراطية» عربية أبو جيّاب مسار الحوار الثنائي بين الحركتين، ووصفته بأنه «فاشل كما ظهر في اتفاق مكة وفي الحوار الذي لم يخرج بأي نتيجة ايجابية». ودعت إلى «العودة السريعة إلى الحوار الوطني الشامل لاستكمال ما أنجز خلال أعمال اللجان الخمس ولجنة التوجيه العليا، والتزاماً بما تم الاتفاق عليه» في 26 شباط (فبراير) الماضي.