(اسمع يا من ثكلتك أمك وسوف تبكي عليك دما مثل من سبقك من المفسدين، سوف نطبق عليك قول الحق وسوف يكون دمك مسفوحا ونتقرب بك إلى الله) بهذه اللغة تلقى رئيس النادي الأدبي بالجوف إبراهيم الحميد رسالة نصية عبر هاتفه الجوال قبل أمسية شعرية أقامها النادي مساء أول من أمس شاركت فيها حليمة مظفر وعبد العزيز الشريف ومحمد خضر، في قاعتين منفصلتين. وشهدت الأمسية التي أقيمت بمركز الأمير عبدالإله الحضاري حضور مدير شرطة منطقة الجوف اللواء أحمد سعيد ملة وعدد كبير من رجال الأمن إلى جانب حضور عدد من الشباب ممن يوصفون ب (الملتزمين) وألقى الشعراء قصائدهم في عدد من الأغراض الشعرية فيما اقتصرت المداخلات على مداخلتين فقط. وذكر رئيس النادي إبراهيم الحميد ل"الوطن": أن الأمسية شهدت حضورا كبيرا من (الملتزمين) صغار السن والواضح أنهم كانوا محرضين لتوتير الأمسية ومحاولة إفشالها من خلال تصرفات صبيانية أثناء الأمسية كتحريك للكراسي وتلقي مكالمات هاتفية بأصوات مرتفعة للإزعاج. وقال الحميد إن عريف الأمسية دايس محمد الدايس تلقى حجما كبيرا من المداخلات الورقية البعيدة عن الشعر والأمسية تماما، تقول إن صوت المرأة عورة وإنه لا يجوز لها مشاركة الرجال وتتحدث عن الحجاب وشرعيته إلا أنها لم تطرح بسبب أن لا علاقة لها بالأمسية والشعر. وأضاف الحميد أنه تلقى رسائل تهديد قبل عقد الأمسية من مجهولين يطالبون بإلغاء الأمسية ويهددونه بالقتل حال إقامتها ومن هذه الرسائل " قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا....)، (اسمع يا من ثكلتك أمك وسوف تبكي عليك دما مثل من سبقك من المفسدين سوف نطبق عليك قول الحق وسوف يكون دمك مسفوحا ونتقرب بك إلى الله أن حضرت ".... " مظفر هذه الفاسقة هذا اللقاء فأنت من أعلنت الحرب على الله ورسوله وأهل الخير). (جماعه الصدع بالحق ضد نادي التغريب والإفساد). وأوضح الحميد أنه لم يتقدم ببلاغ للجهات الأمنية، مؤكدا أن ما حدث في أمسية الخميس لا يمثل مجتمع الجوف المتدين و المعتدل – حسب وصفه- وأن التيار المتطرف حاول القيام باستعراض قوته من خلال إرسال مجموعات من رواد الاستراحات الدينية للتشويش على الأمسية ولكن الوجود الأمني حال دون قيام المتطرفين بأعمال إجرامية اتضح التخطيط لها من خلال الرسائل التي تلقيناها. بينما ذكر الناطق الإعلامي بشرطة الجوف عدم تلقيهم أي شكوى. واضاف الحميد: على الجهات الأمنية أن تقلق كثيرا من اتساع دائرة التطرف في مجتمع الجوف، وعليهم مسؤولية البحث عن مصادر الدعم المختبئين خلف مكاتبهم بالجوف وخارجها والنادي مؤسسة ثقافية لخدمة الثقافة والاعتدال والتسامح ولن يكون منبرا للمتطرفين لبث أفكارهم المعادية للمجتمع, كما أن نادي الجوف يحظى بدعم رسمي وشعبي لأنه استطاع تقديم برامج أوجدت حراكا ثقافيا في المنطقة. وبين الحميد قائلا: تلقينا اتصالات من شخصيات دينية تؤيد نشاط النادي ولكنها تطالب بجرعات مخففة لنشاطاته نظرا لحالة الجهل والحماس لدى التيارات المتطرفة، مبدين تفهمهم الكامل لبرامج النادي ودوره التنويري, وأرجع إذكاء التطرف الذي يزداد شراسة في مجتمع الجوف على حد قوله إلى ما سماه غياب التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والبلدية، وعدم وجود حدائق ولا أسواق كبرى ولا شركات، لافتا إلى أن عمر الجامعة في الجوف عامان فقط.