قال و الدموع تذرف من عيناه "أنا راضي بما كتبه الله لي والحمدلله كل حال " هناك العديد من الحالات الإنسانية تواجه الفقر والعوز وتقف عاجزة ومستسلمة لمصاعب الحياة , ولكن حالة العم سليمان بن حسن اللغبي بالمجاردة ربما تكون هي الحالة الأمر والأصعب , فمنذ أن كان عمره 10 سنوات وهو يعمل على رعي الأغنام حتى بلغ ال 70 من عمره , وهو لايزال حتى الآن صديقا ً حميما ً للغنم , بعد فقده لأسرته وأقاربه منذ صغره , فمع كبر سنه و مشقة هذه المهنة لا يزال مُجبرا ً على العمل حتى يوفر لقمة عيشه وما يؤمن له المسكن براتب 1000 ريال . فيما تحدث العم سليمان اللغبي وقال : "بدأت برعي 10 رؤوس من الغنم بمسقط رأسي بجازان , وقد أجبرني المرض على بيعها حتى أدفع تكاليف العلاج الباهضة , بعد ذلك أصبحت اتنقل بين العديد من قرى جازان للعمل كراعي للغنم والإبل براتب شهري 200 ريال , وأحيانا أعمل عند بعض الأسر حتى آكل وأشرب معهم فقط , وقد وجدت نفس العمل بالمجاردة براتب 1000 ريال وانتقلت بها , وهذا المبلغ أقوم بصرفه في الأكل والشرب وتكاليف العلاج , وأنا اضطر للذهاب للمستوصف الخاص لأن المستشفى الحكومي مواعيده مرهقة وبطيء وأنا اتعب من هذا الوضع" . وقد شكى العم اللغبي من مرض مزمن يجعله طريح الفراش , وعند تحسن حالته قليلاً يكابد العناء والمشقة للوصول الى أحد المستوصفات الخاصة التي أرهقته بحثاً عن العلاج وأحياناً يقف عاجزاً عن دفع تكاليف العلاج بسبب قلة ما يتقاضاه من رعي الأغنام ذلك المبلغ القليل الذي يصرفه في الأكل والشرب . يردد العم سليمان " أنا لا أشحذ ولا أسرق وآكل وأشرب من عرق جبيني وهذا ماقسمه الله لي " , وأضاف و الدموع تذرف من عيناه "أنا راضي بما كتبه الله لي والحمدلله كل حال , وأنا أتمنى من أهل الخير أن يعطوني مما أعطاهم الله وما تجود به انفسهم فأنا لا اطالب برفاهية فقط منزل صغير يأويني وسيارة تساعدني في الذهاب الى المراكز الصحية , وأريد الاستقرار فأنا كبرت في السن ولم أعد استطيع العمل وتعبت وأنا أتنقل من مكان إلى آخر " , كما تمنى اللغبي أن يرتاح في أيامه الأخيره , وأن يتوفر له شي من الحياة الكريمة التي تعينه على الإستراحة بعد هذه العقود الطويلة من الحزن والتعب وأن يُرحمَ كبر سنه وضعف حاله.