تشهد سماء المملكة من مساء السبت المقبل وحتى فجر الأحد -بأمر الله تعالى- ذروة تساقط شهب القيثاريات. وأوضحت الجمعية الفلكية في جدة أن الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس تعبر من خلال البقايا الغبارية للمذنب "تاتشر"، ما يتسبب بحدوث وابل من شهب القيثاريات السنوي، وهي أولى وابلات الشهب في هذا العام ويتوقع أن تتساقط عند ذروتها بمعدل 10 إلى 20 شهاباً في الساعة الواحدة، فيما يحتمل حدوث انهمار شهبي، حيث يزيد عدد الشهب المتساقطة. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة أن شهب القيثاريات نقطة يمكن ملاحظة تساقطها بالقرب من نجم "فيغا" أو "النسر الواقع"، لكن لا توجد علاقة بين الاثنين، فهذا النجم الأبيض المزرق حجمه يزيد عن حجم الشمس ثلاث مرات ويقع على مسافة 24 سنه ضوئية، ومصدر الشهب هو المذنب "تاتشر"، فالأرض تتحرك خلال بقايا الذيل الغباري للمذنب، وتلك الجزئيات لا يزيد حجمها عن حبات التراب تخترق الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية بسرعة 49 كيلومتراً في الثانية وينتج عنها خيط من الضوء البراق. وأضاف أن لمعان شهب القيثاريات متوسط، لكن بعضها تكون إضاءته قوية تفوق كوكب الزهرة، وهذا النوع من الشهب يسمى "الكرات النارية" ويمكن أن تترك وراءها ذيلاً غبارياً يستمر لبضع دقائق. وفي معظم السنوات فإن عدد شهب القيثاريات لا يزيد عن 5 إلى 20 شهاباً في الساعة عند الذروة، لكن في بعض الأوقات تعبر الكرة الأرضية من خلال تجمع استثنائي من بقايا المذنب، لذلك فإن المعدل يزيد كما حصل في عام 1982 عندما رُصد 90 شهاباً في الساعة الواحدة. والعام الحالي لن يكون هناك أي تأثير للقمر مطلقاً لأنه سيكون في طور الهلال الجديد، ما سيترك السماء مظلمة وهي فرصة ممتازة لاختبار رصد القيثاريات من منطقة مظلمة بعيدة عن إضاءة المدن، خاصة أن رصد الشهب لا يحتاج سوى رصد بالعين المجردة، وأفضل وقت للرصد من منتصف الليل إلى ما قبل شروق الشمس.