رصدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان شكاوى من تجاوزات وأخطاء وملاحظات في دار الملاحظة الاجتماعية في منطقة حائل. وفيما أكد رئيس الجمعية الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، أن الجمعية رصدت بعضا من المعلومات والشكاوى العديدة من بعض أسر النزلاء ضد بعض العاملين في دار الملاحظة الاجتماعية ولازالت الجمعية تتحقق وتتابع هذه الشكاوى، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض، «سبق أن وردت للوزارة عدة شكاوى، تجري متابعتها من خلال إدارات الأحداث، ولازال التحقق من الشكاوى جاريا من خلال الاتصالات»، مضيفا «تألمت جدا لما حصل، وأبلغت مدير الأحداث لمحاسبة من يرتكب مثل هذه الممارسات». واشتكت مسنة في العقد السادس من العمر، والدة أحد الأحداث الموقوفين في دار الملاحظة الاجتماعية في المنطقة، من تعرض ابنها الموقوف على خلفية قضية سرقة، للضرب والتعذيب داخل الدار، مطالبة المسؤولين في الوزارة والعاملين في هيئة حقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ ابنها من حالات عنف يتعرض لها، إلى جانب عشرات الأحداث الموقوفين على أيدي مدير الدار وعاملين آخرين فيها، مع ضرورة فتح ملف تحقيق عاجل في تلك التجاوزات والانتهاكات غير الإنسانية. ووفقاً لما نشرته صحيفة عكاظ اليوم , المسنة مشعة متروك الشمري (63 عاما) حاولت عبثا كبح جماح دموعها وقالت والدموع تنهمر من عينيها «ابني 17 عاما غرر به أصدقاء السوء وأخطأ وهذا قضاء وقدر، وهو الآن موقوف داخل الدار منذ سبعة أشهر ويقضي عقوبته دافعا ثمن ما ارتكبه». تتوقف قليلا ثم تضيف بصوت مبحوح «ما زاد المعاناة هو غياب والده عنا منذ سنين عديدة، ما جعلني أعيش في دوامة حزن وألم، وأنا أشاهد ابني يعاني من عنف مسؤولي الدار وضربهم له باستمرار، دون أن أستطيع مساعدته، وأصبحت لا أتحمل منظر بكائه المتواصل في كل زيارة له، دون أن يخبرني عن سبب بكائه»، مشيرة إلى أنها أصيبت بصدمة نفسية بعد أن أخبرها ابنها الأكبر أن شقيقه كشف له عن تعرضه للضرب بالأحذية والفلكة بشكل مستمر، ويخشى شقيقه أن يدفعه ذلك إلى الإقدام على الانتحار ووضع حد لحياته، أو أن يفقد عقله ويصاب بالجنون. وتتابع، توجهت قبل يومين للدار وطلبت من أحد العاملين هناك تمكيني من مشاهدة ابني خصوصا أنني لم أشاهده منذ قرابة الشهر، لكنه رفض وأخبرني أنه ممنوع من الزيارة لثلاثة أسابيع مقبلة، وقال لي بالحرف الواحد: (ولدك يبي من يهينه وحنا راح نهينه إلى أن يتأدب)، أناشد المسؤولين بالتدخل العاجل ووضع حد لمعاناة ابني وبقية الأحداث. وفي خضم الأحزان والآلام التي أثقلت كاهل والدته جراء ما يتعرض له ابنها، أبدى الشقيق الأكبر للحدث الموقوف حزنه البالغ على ما يتعرض له شقيقه، وقال «إن مسؤولين في الدار أبلغوني أن شقيقي شرط يديه بآلة حادة»، لافتا إلى أنه لا يستبعد أن يكون ذلك محاولة انتحار جراء ما يتعرض له من عنف لا يطاق، مضيفا «جميعنا لم نشاهد شقيقي منذ رمضان الماضي بسبب منع الزيارة عنه، ووضعه في حبس انفرادي لأكثر من سبعة أيام متواصلة». وزاد، «أسر لي شقيقي في آخر زيارة له بأن العنف الذي واجهه داخل الدار لا يحتمل، ولم أصدق حينما قال لي إنه تعرض للضرب على وجهه بالحذاء، إضافة إلى طرحه على الأرض ودهسه على بطنه بالأقدام حتى كاد أن يخرج الدم من فمه»، موضحا أن شقيقه ليس الوحيد الذي تعرض للعنف بل إن جميع الأحداث داخل الدار قد تعرضوا لحالات مشابهة أو تكاد تكون أسوأ بحسب ما أخبره شقيقه، إضافة إلى تلفظ كثير من المراقبين بعبارات نابية على الأحداث.