ذكرت الجمعية الفلكية بجدة انه بمشيئة الله تعالى تصل الكرة الأرضية يوم الثلاثاء 24 رجب ( 6 يوليو) إلى ابعد نقطة لها في مدارها الاهليجي حول الشمس في ظاهرة سنوية تسمى الأوج. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن هذا لا يعني تغير مفاجئ في درجات الحرارة ، ففصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الارضية سوف يستمر وربما تزداد الحرارة على الرغم من وصول الأرض إلى ابعد جزء في مدارها. وبين ابوزاهرة : أن الكرة الأرضية مثل باقي كواكب النظام الشمسي تدور حول الشمس في مدار اهليجي آو بيضاوي باختلاف مركزي معتدل ما يعني أن بعد الأرض من الشمس متغير حيث انه تكون الأرض في اقرب نقطة لها من الشمس على مسافة (147.5 مليون كيلومتر) في يناير وتكون الأرض في ابعد نقطة عن الشمس على مسافة 152.6 مليون كيلومتر في يوليو . إن سبب حدوث الفصول الأربعة يعود بشكل رئيسي إلى ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة وليس بسبب بعد أو قرب الأرض من الشمس . وخلال فصل الصيف في النصف الشمالي للأرض فان القطب الشمالي يتجه نحو الشمس عندها تصبح ساعات النهار أطول وتكون أشعة الشمس ساقطة بشكل مستقيم وهذا السبب يجعل شهر يوليو في غاية السخونة. وأوضح ابوزاهرة : إن متوسط سقوط أشعة الشمس على كامل الأرض في شهر يوليو هو اقل بحوالي 7 في المائة من شهر يناير عندما تكون الأرض في اقرب نقطة لها من الشمس ولكن وعلى الرغم من ذلك تظل السخونة. ويكون معدل درجة حرارة الأرض عندما تكون بعيدة عن الشمس هو أعلى بحوالي (2,3 درجة مئوية) مما هي علية عندما تكون قريبة من الشمس. وفي الحقيقة أن الأرض تكون اسخن عندما تكون بعيدة عن الشمس ،والسبب في هذه المفارقة هو انه يوجد مساحة واسعة من اليابسة في النصف الشمالي من الأرض ومساحات واسعة من المياه في النصف الجنوبي . وخلال شهر يوليو مع بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من الأرض ، فان المساحة الواسعة من اليابسة في شمال الأرض تميل باتجاه الشمس . لذلك فان درجة حرارة الأرض تكون مرتفعه في يوليو لان الشمس تسطع على جميع اليابسة وتعمل على تسخينها. فالحرارة الشمسية تعمل على رفع درجة حرارة القارات أعلى من المياه وذلك بسبب السعة الحرارية المنخفضة لليابسة. فدرجة حرارة اليابسة تتغير بسهولة وهي التي تعني ( سعة حرارية منخفضة) . على سبيل المثال : الصحراء خلال الليل تكون باردة ربما تكون فقط 16 درجة مئوية . وعندما تشرق الشمس فان الحرارة تقفز إلى 38 درجة مئوية أو أكثر وهي تأخذ سلوك الزئبق فمثلا الصخور والتربة فهي لا تأخذ ألكثير من ضوء الشمس لرفع درجة حرارتها. ومن ناحية أخرى فان المحيطات لديها (سعة حرارية ضخمة ) فهي تحافظ على الطاقة التي تحصل عليها ، وهي تحرر الطاقة التي تحتفظ بها بكمية شحيحة . إن درجة الحرارة القادمة على الشواطئ قد تكون 24 درجة مئوية وما يحدث عقب غروب الشمس أن درجات الحرارة تنخفض بضعة درجات فقط . جميع هذه التفسيرات تظهر لماذا هو شهر يوليو هو شهر شديد السخونة . فالقارات في النصف الشمالي من الأرض تسخن عندما تكون في الأوج فالشمس تترفع متوسط درجة حرارة كامل الأرض. وبعد مرور ستة أشهر وتحديدا في شهر يناير فان الوضع يتغير حيث أن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية المليء بالمياه يتجه نور الشمس . وفي ذلك التوقيت تكون الأرض في اقرب نقطة لها من الشمس ولكن أشعة الشمس تنتشر عبر المحيطات . لذلك عندما يبدأ فصل الصيف في يناير في النصف الجنوبي من الأرض ( عندما تكون الأرض في الحضيض) فان الحرارة تكون ابرد مما تكون عليه في شهر يوليو في النصف الشمالي ، وعلى الرغم من غرابة هذا الأمر إلا انه حقيقي .