مع بدء تحرك أسطول السفن التضامنية البحرية (أسطول الحرية) مع قطاع غزة وجه جيش الاحتلال الصهيوني رسالةً صارمة إلى منظمي قافلة التضامن البحرية يحذرهم فيها من الوصول إلى مياه غزة الإقليمية. وأعلن جيش العدو الصهيوني أنه سيقوم، بناءً على أوامر الحكومة، باعتراض السفن الثمانية المشاركة في "أسطول الحرية" ومنعها من الوصول. وقالت الإذاعة الصهيونية إن الجيش سيقوم بالتوجه أكثر من مرة إلى هذه السفن والطلب منها أن تعود أدراجها، وفي حال واصلت إبحارها، سيقوم باعتراضها والسيطرة عليها واعتقال كل من على متنها وجلبهم إلى ميناء اشدد حيث سيُسلم أمرهم إلى وزارة الداخلية و "الأجهزة الأمنية ليتم لاحقا ترحيلهم إلى دولهم التي قدموا منها..". وقد أجرت قوات سلاح البحرية الصهيونية مؤخراً تدريبات على الاستيلاء على هذه السفن واعتقال ركابها. وانطلقت صباح اليوم، السفن التضامنية عبر موانئ مختلفة لتلتقي غداً الجمعة أمام سواحل قبرص لتصل غزة في حال عدم منعها من قبل سلطات الاحتلال يوم السبت المقبل. وأوضح النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن المتضامنين والمشاركين السبعمائة والخمسين متمسكين بحقهم في الوصول لغزة، غير آبهين بالتهديدات الإسرائيلية التي تروج بشكل يومي في محاولة لردعهم عن الانطلاق في رحلتهم. وجدد الخضري، التأكيد على أن الأسطول هي رحلة هدفها إنساني وأخلاقي لإيصال مساعدات لمليون وسبعمائة ألف مواطن محاصرين في غزة منذ أربعة أعوام، والإطلاع على آثار الحرب والحصار. ولفت أن السفن تتحرك بشكل شرعي ووفق قانون الملاحة البحرية ولا يوجد أي جهة دولية تعترض عليهم بأستثناء العدو الصهيوني، معتبراً أن تهديدهم من قبل الاحتلال ليس قوة بل ضعف لأنهم مدنين ولا يحملون أي عتاد عسكري ولا يحملون سوى مساعدات إغاثية، مشددا أن هذا الأسطول لن يكون الرحلة الأخيرة في قوافل السفن الداعمة والمتضامنة مع غزة. من جهتها استنكرت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار بشبكة المنظمات الأهلية بشدة القرار الذي أصدرته حكومة الاحتلال إلى الدوائر الأمنية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بمنع مرور أسطول الحرية التضامني إلى قطاع غزة. وطالبت الحملة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد من اجل حماية هذه السفن التي تقوم بمهمة إنسانية تضامنية من أية محاولة صهيونية للقرصنة والاعتداء عليها وتمكينها من الوصول إلى قطاع غزة بسلام. وأشادت الحملة بإصرار وتحدي المتضامنين العرب والأجانب الذين بدأوا رحلتهم إلى قطاع غزة ومن المتوقع وصولهم إلى شواطئ قطاع غزة السبت المقبل مشددة على أن الاحتلال الصهيوني يمعن في فرض الحصار على قطاع غزة وانتهاك كافة الاتفاقيات الدولية وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة. ورفضت الحملة الادعاءات الصهيونية بتحسن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مؤكدة أن الاحتلال لا زال يمنع معظم المواد الاستهلاكية والخامات ومواد البناء والأجهزة وغيرها من احتياجات القطاع.