في إطار تصاعد حدة التوتر التي تصاحب حركة "أسطول الحرية" الآتي إلى غزة عبر البحر واقتراب موعد وصوله الى شواطئ غزة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن (إسرائيل) عرضت على الجهات المنظمة للقافلة إيصال المساعدات الإنسانية التي ستنقل على متن السفن فورا إلى قطاع غزة، بذلك تمنع مواجهة بحرية إلا أن العرض الإسرائيلي قوبل بالرفض. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الحكومة الإسرائيلية تجري مشاورات على مستويات وزارية متعددة علماً ان الحديث يدور عن عملية عسكرية مركبة لمنع السفن في حين أن الجيش الإسرائيلي قلق من أن يحاول بعض النشطاء على السفن مواجهة الجنود الإسرائيليين الذين سيقومون بالسيطرة عليها قبل وصولها إلى شواطئ غزة ويتسببون بحرج دولي لإسرائيل. ووفقاً لما تناقلته المصادر الإسرائيلية فإن الجيش الإسرائيلي أطلق على علمية منع أسطول الحرية اسم "رياح السماء"، في إشارة منه إلى إصراره على منع السفن من الوصول إلى قطاع غزة، بعد فشل الجهود التفاوضية مع الجهات المنظمة للقافلة البحرية. وذكرت صحيفة "يديعوت" أن سلاح البحرية الإسرائيلي سيجر السفن بعد السيطرة عليها إلى ميناء أسدود، وقد تم تخصيص مكان في الميناء لايقاف واعتقال نشطاء السلام والنشطاء الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تسعى لمنع وصول السفن إلى قطاع غزة بكافة السبل، وقد أجرت مفاوضات مع عدة دول أوروبية تدعم هذه الحملة. وكان منسق العمليات الإنسانية في الجيش الإسرائيلي اللواء إيتان دنغوت عرض على السفير التركي في (إسرائيل) نقل المواد الإنسانية على متن السفن من خلال منظمات دولية برقابة الجيش الإسرائيلي إلا ان السفير التركي رفض العرض، مؤكدا أن تركيا ليست مسؤولة عن إبحار السفن. ووفقاً لما نشر على موقع "تيك دييكا" الاستخباري، نقلا عن مصادر استخباراتية إسرائيلية إن تركيا أرسلت رسالة سرية إلى حكومة الاحتلال الاثنين وهددتها فيها بالانتقام من المصالح الإسرائيلية إذا ما أقدمت قوات البحرية الإسرائيلية على منع "أسطول الحرية". وفي هذا السياق، استنكرت حركة حماس التهديدات الاسرائيلية المتتالية ل "أسطول الحرية" داعية لتشكيل حماية دولية ومساندة مؤسساتية وشعبية للاسطول. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم في تصريح له تلقت "الرياض" نسخة منه: "أن التهديدات الإسرائيلية لأسطول الحرية ومنعه من الوصول لقطاع غزة المحاصر تأتي لقمع كل حالات التضامن مع غزة". وطالب برهوم بتشكيل حماية دولية ومساندة مؤسساتية وظهير شعبي لأسطول الحرية على مستوى العالم حتى يصل لغزة ويكسر الحصار عنها، مثمناً فى الوقت ذاته هذا دور المتضامنين القائمين على الحملة. كما دعا، المتضامنين "ألا يأبهوا بهذه التهديدات بل يجب أن تكون حافزاً لهم لتحقيق أهدافهم وألا تثنيهم هذه العربدة الإسرائيلية"، معتبراً هذا الكم من التضامن والزخم مع الشعب الفلسطيني يؤكد تزايد الرفض الشعبي والجماهيري لحصار قطاع غزة. على صعيد متصل، أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن سبب تعديل موعد انطلاق أسطول الحرية تجاه قطاع غزة تنسيقية وتكتيكية، والذي كان مقرراً مساء الثلاثاء بشكل متزامن من موانئ "انطاليا وأثينا وكريت". وقال الخضري، في تصريح صحافي إن التعديل على المواعيد سببه التنسيق بين السفن التسعة، وخاصة أن منها سفن شحن وأخرى لنقل الركاب وبينهما فروق في السرعة وآلية العمل مما سيؤدي لتأخر الانطلاق. وبين الخضري أن هناك عدة شخصيات اعتبارية ستشارك في السفن وصلت إلى الموانئ في حين أن شخصيات أخرى لم تصل بعد، مبينا أن الرحلة مازالت ماضية والمشاركين مصرون على الوصول لغزة، وأن الأمور على ما يرام وأن أسباب التعديل فنية وتنسيقية ليس أكثر. وشدد الخضري على أن الاستعدادات على الجانب الفلسطيني تمت على كافة الجوانب، وأن مئة قارب فلسطيني سيستقبلون أسطول الحرية في عرض البحر وعلى متنهم شخصيات اعتبارية ومئات الإعلاميين والصحفيين.