برز في مجتمعنا ظاهرة مقيتة , تنتشر بكثرة في المناسبات العامة والخاصة, إنها عملية إبتذال النعمة وإهانتها بطريقة متعمدة ومقصودة وذالك بدعوى الكرم والإنفاق , بينما هي إسراف وتبذير , وتجاوز للعرف والدين , فترمى نعم الله العظيمة في الأودية والشعاب وحتى في النفايات بطريقة مقززة , أين من يتقمصون الكرم عن قول الله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) ألم تستشعر تلك النفوس هذه الآية الربانية (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) , إني أرى المفطحات والتباسي والبوادي تداس بالأقدام وبالمركبات مضاف إليها مازان وطاب من المأكولات والمشروبات . ألم يفرق هؤلاء المسذرين ☀ بين إكرام الضيف و إهانة النعم , أليس لديهم خوف من أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة ,أم أنهم في مأمن من الفقر , فالأموال تترى عليهم والأرزاق تجول وتصول حولهم , قال الإمام ابن عابدين رحمه الله: (التبذير يستعمل في المشهور بمعنى الإسراف، والتحقيق أن بينهما فرقاً، وهو أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي، والتبذير: صرف الشيء فيما لا ينبغي ) فحتى متى ونحن ننظر إلى هؤلاء المسرفين والمبذرين على أنهم كرماء وشرفاء , متى تتغير الصورة لدينا ونصبح أكثر شاكرين ومقدرين , ألم نأخذ من الفقراء والمحتاجين في الصومال موعظة وعبرة , يجب علينا كمجتمع ردع ظاهرة الإسراف بالمناصحة والتوجية وكذالك يجب على الجهات المسؤولة وضع عقوبات صارمة ضد كل من تسول له نفسه إهانة نعم الله , ولابد أن يكون للجمعيات التثقيفية والخيرية دور كبير في توجيه وإرشاد المجتمع حتى لانفتح باب إهانة النعم بمفتاح الكرم , إن مايقوم به مجتمعنا من مبالغة في الولائم ليس من الكرم في شيء , بل إن هذه الإعمال المقيتة من أسباب قطع الأرزاق ومنع قطر السماء وغلاء الأسعار قال الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .