أعزائي القراء الكرام... كل منا له حقوق وعليه واجبات... والكاتب عليه واجبات أكثر لأنه جزء لايتجزأ من مجتمعه و بيئته... الرجاء عدم أخذ مقالي هذا بحساسية... فهو رأيي الخاص...كتبته من مشاعري و إحساسي...ولا أقصد به شخص أو أشخاص معينين... وكلنا أصحاب مهنة... ++++++++++++++++++++++++++ (( الغش التجاري الدعائي...وتسلله إلى الغش الغذائي )) كم لاحظنا في حياتنا اليومية المئات من الإعلانات و الدعايات لمنتجات تجارية...من مستلزمات تجميلية للنساء، شامبوهات ضد القشرة، أخف الجوالات وزناً و أكثرها استعمالاً، حتى الشاي المخفف للوزن...وغيرها من آلاف المنتجات التي نستخدمها يومياً بلا تفكير إن كانت هي تعتبر من الأولويات أو الكماليات لتشابههما في الأهمية في الاونه الأخيرة...ولكن نعلم إنها من أساسيات الحياة العادية... ومن أجل أن تباع هذه المنتجات...فلابد أن تعرض على وسائل الإعلام المختلفة؛ المجلات، الصحف، جهاز المذياع، التلفاز و الإنترنت...من أجل أن تسهل على المستهلك (نحن) إختيار المنتج الأمثل...ومن هنا تجد منفذ للغش التجاري الإعلامي...فمن عشرات الماركات لأداء وظيفة معينة...مثل معجون الأسنان المبيض...فأي نوع تختار...فلا تحتار...فكل دعاية لها أسلوبها لتظهر المنتج كأنه قطعة الماس ربحت بها...فإذا اشتريته، تفاجئ انه لم يبيض أسنانك ولو بعد عشرين غسلة...فإذا حولت إلى معجون أسنان لماركة أخرى، فتلاحظ بعد الغسلة الثانية قد أظهرت ما وعدته الدعاية...وهذا من تجربتي الخاصة...وهذا هو الغش التجاري الإعلامي...فلوا وضعوا تحت الدعاية أو الإعلان إن المنتج لن تظهر علية ايجابية إلا بعد مئة غسلة...فقد تقدم باستخدامها وأنت راضي...أو تتجنبها وتتجه إلى ماركة تؤدي نفس الوظيفة من دون المبالغة بصنع المعجزات... وقد رأيت كم من سيدة اشترت منتج تجميلي ليزيد من جمالها أو ثقتها بنفسها...فإذا الكارثة إنه تسبب لحرق وجهها لحساسيتها للمنتج...مع إن الدعاية لم تذكر إن هنالك أعراض سلبية له...وبهذا تعيش تلك السيدة مأساة دائمة... وأما إذا ذهبت إلى متجر لبيع العود، تلاحظ إعلان "أشتر تولة فتحصل على أخرى مجاناً"...فتطلب من البائع بأن يختار لك الأفضل...وعندما يجربه لك، تستنشق أزكى رائحة...فتشتري هذه التولة من العود فرحاً بها...وحينما تستخدمه، تباغتك رائحة غير مستحبة...كأن العود قد قطع من شجرة في الحديقة العامة وصبغ بلون العود الأصلي ليعطي تمويه أنه كذلك... فماهي الجهة الإيجابية لذكر الدعاية أو الإعلان؟ إن تحذير المستهلك من المنتج ينقذ الحياة...إذا وضع تحذير له...وهذا مايلاحظ على المرآة الجانبية للمركبة..."الأجسام تبدو اصغر مما هي عليه حقيقتاً" وهذه الملاحظة صحية واقعية...فكم منا استخدمها و تذكر إن المركبة التي خلفه ليست بعيدة وبهذا نتجنب الخطر... وأن أهمية ذكر الإيجابي و السلبي للمنتج يدل على التحضر للشخص و المجتمع، وهو إتباع ما أمرنا به الله ورسوله...قال رسول صلى الله عليه و سلم: ( من غشنا فليس منا ). أما إحدى الجهات السلبية للغش التجاري؟ إنه سيفعل المستحيل من أجل أن يكبر الجيب بالمال...فيخرج من دائرة الإسلام...وديننا يحثنا على سلامة الفرد و المجتمع من الخداع و الكذب...قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم و المسلم من سلم الناس من لسانه و يده )...فكيف أخت أو أخ من المسلمين يتجرأ بقوله أن المنتج سليم وهو مغشوش...بينما في الدول المتقدمة يتسم البائع بالنزاهة في بيع منتجاته والإعلان بسلبيتها قبل زيادة أمواله لمعرفته أنه على ثقة بإنتاجه أنه سليم...ولوجود قانون حماية المستهلك...الذي يحاسبه أول بأول. والغريب في الغش التجاري الإعلامي أنه وجد ثغرة للتسلل إلى الغش الغذائي...فعندما يحين وقت الوجبة (وجميعنا مررنا في نفس هذه اللحظة) نتجه إلى (المطاعم)...وأنت تمر من (مطعم) إلى آخر وترى كم لوحة إعلانية و أخرى بصور لوجبات تفوق المتصور بطريقة إخراجها...التي تمتع اللسان بالطعم و العين بالنظر و الأنف بالشم و تمني المعدة بالطعام اللذيذ... و وجدت الذي يشبع العين، فتوقفت واتجهت لطلب طعامك...وبعد عدة دقائق...المفاجئة السلبية...إنه عكس 180 درجة عما توقعته...فكم منا وقف و رأى صورة لحم (مفطح) مع الحشوة و البيض و الطماطم و و...فعندما تأتيك وجبتك..."ماهذا الذي طلبته؟" تراود أفكارك...عظم مع شبه لحم، رز...حشوة الطعام المخالفة للصورة...فتغير وجهتك إلى (مطاعم) الوجبات السريعة، عندها تشاهد صورة لشطيرة (سندويش) محشوة بكل ما لذ و طاب...فإذا طلبته، تفاجئ بأن شطيرتك أعدت بطريقة عشوائية وكأنها أتت من عالم أخر ماراً بشاحنتين...ولذلك تلوذ متجهاً إلى أبسط الوجبات الشعبية (الكبسة)...فتجد التي على الصورة الإعلانية تختلف عن وجبتك التي جلبتها معك إلى منزلك وبجانبها كيسة جرجير أو سلطة باردة منفوخة من قبل عامل المطعم فتوهم المستهلك أنها جديدة و طازجة (مهما ربطت الكيسة، لن تنتفخ إلا بالنفخ)...فلماذا لايوضع تحت صورة الطعام "تحذير، إن الوجبة مختلفة تماماً عن الصورة المعروضة" من أجل عدم الانصدام...فشركة السجائر (مع إني غير مناصرة لاستخدام السجائر) تضع إعلان تحذيري تحت دعاياتها الترويجية "إن هذا المنتج يسبب أمراض القلب و الرئة والسرطان"...ولهذا هناك لجنه للتأكد من وجود هذه الإعلانات التحذيرية...فكل الشكر لوزارة التجارة التي لاتألو جهدا للحرص على سلامة المستهلك...وتقوم بجولات تفتيشية مفاجئة ضد الغش التجاري...ولكن أين الإعلان التحذيري في صور اللوحات الإعلانية للمنتجات الغذائية التي فيها أهمية كبيرة للإنسان...فنحن ما نأكله... والله ولي التوفيق... تحياتي... الكاتبة الأكاديمية باللغة الإنجليزية و كاتبة مقالات صحفية / مها عقل حربي النوح الخالدي