اصطفت الجماهير بكثافة لم يشهد له الإستاد مثيل ، امتلأت المدرجات ، علت الهتافات ، اصطبغ الملعب بالألوان ذات الدلالة على المتلاقيين ، انطلقت صافرة البداية ، فانطلقت صفارات الإنذار محذرة من هجوم محتمل ، أزيز الطائرات وهي تحلق في السماء يثير الرعب والخوف ، هجمة مرتدة مباغته تقف لها الجماهير تعالت أصولتها ، خوفا من هدف لم يكن في الحسبان ، صواريخ انطلقت من تلك الطائرات التي أغارت على مجموعة من البيوت ، تناثرت الأشلاء ، لم يحرك احد ساكنا ، هتافات الجماهير تحيل السكون المطبق بعد تلك الهجمة المدمرة ، إلى ضوضاء بعدما أضاع ذلك اللاعب تلك الكرة حينما انفرد بحارس المرمى فأطاح بها خارج الملعب ، بعد قذيفة موجهة بأشعة الليزر من طائرة الاباتشي تصيب مجموعة من المصلين وهم يؤدون صلاة المغرب ، تجمهر الناس أشلاء ودماء ، عناق حار بين جماهير النادي بعد استقرار الكرة الجلدية داخل المرمى ، يرقص من شدة الفرح يغمى عليه وقد تجاوز الستين من العمر، وطفل يحتضن علم نادية اشتراه له والده لا يدري ماهي الحكاية ، سيارة الإسعاف تصل للمستشفى بصعوبة بالغة وهي تحمل طفلا قد بترت ساقه عندما كان بصحبة والده الى المسجد المدمر . العدو اللئيم الحاقد يضرب بكل قوة وحقد وكراهية ليزيل معالم القضية من عقول الصغار الذين يتصدون للدبابات بالحجارة وهم يهتفون الله اكبر، والصغار يتمتعون بمشاهدة المباراة الفاصلة وهم يلعقون الايسكريم بكل أمان ، وقد توشحوا بعلم ناديهم وهم يرددون (..... حتى الموت) من علمهم هذه التضحية ..؟ ومن علمهم هذه الهتافات ..؟! هجمة سريعة خاطفة ذهول أصاب الجماهير سباب وشتائم تنطلق من الحناجر التي ألهبها الصراخ ، فقد ضاعت الفرصة ، الكرة مرة أخرى خارج الملعب ، دوي انفجار في مدرسة للصغار، خرجت الجماهير وهي غاضبة بعد صافرة النهاية بسبب كرة طائشة من قدم اللاعب ، ضاع الحلم ، وأمام مئة ألف متفرج حيث لم تستقر الكرة داخل الشباك ، فكانت نهاية العالم ، ثم ماذا لو عانقت الكرة تلك الشباك التي تستخدم لصيد الأسماك ..؟ طائرات العدو لازالت تغير على إرجاء المدينة فأمطرتها بوابل من الرصاص والقنابل ، فخيم الحزن على أجوائنا حيث كان التعادل الذي اخرج نادينا من البطولة ، العدو لم يحقق مطمعه ، لم يظفر بما يريد ، عاد خاسئا وهو حسير، ليضل السؤال هائما على وجهه بين مدرجات الملعب التي غصت بمائة ألف متفرج وبين أزيز الطائرات التي تهتزلها الشباك وهي تدك المدن ، بكرات من القنابل الملتهبة لم تمنعها صافرة الحكم من التسلل والانفجار,,