تعلمنا بمدارسنا، وأعتبر نفسي من جيل "عانى بشدة" من قضية "الحفظ والتلقين" وكنت أعاني منها بشدة، ورغم أنني أفضل لغة الأرقام والتي هي أصدق وأكثر موضوعية من أي شيء آخر، فهي لا تلاعب بها حين تكون صحيحة ودقيقة ولك بعدها أن تحلل ما تشاء. أعتقد ويتفق الكثير، أن التعليم لدينا هناك تطوير كبير له ومستمر، ومشروع الملك عبدالله -حفظه الله- بتطوير التعليم والرصد المالي الكبير له دلالة على ذلك، وهو ما يضعنا في حالة تفاؤل كبير لتطوير التعليم، ليواكب العصر الحديث، فنحن نعاني من ضعف المخرجات التعليمية للمنهجية المتبعة لدينا من حفظ وتلقين وتركز على الجانب النظري كثيراً. أضع هنا "فكرة" و"اقتراحاً" لمنهج أو مقرر "قصص النجاح" ويكون كل مرحلة ما يناسبها حتى بالابتدائي والمتوسط والثانوي. حين نضع قصة نجاح رجال أعمال لدينا وفي العالم، قصة نجاح طبيب، مهندس، عالم، قصص قديمة من التراث والثقافة الإسلامية وغيرها، قصص كيف تميز هذا التاجر أو العالم او الطبيب او الكاتب او الشاعر او غيرها. كثيرون يحتاجون لمعرفة " قصة نجاح " كيف نجح هذا او ذاك. لا يعني بالضرورة ان من ينهج منهجهم سينجح مثلهم، ولكن قد يستفيد من تجربة من حكمة من أهمية الصبر العمل المثابرة الجد الاجتهاد، دروس بلا حدود يمكن استخلاصها من تجارب ناجحة "ستيف جوبز، بيل جيتس، سليمان الراجحي، الوليد بن طلال، سليمان العليان، ميتال ملك الحديد، مؤسس قوقل وفيس بوك وتويتر، عالم لا يمكن أن تحدد قصصه الناجحة فهي بالمئات. اهمية تعلم النجاح وكيف تنجح، هي محور مهم ليكسبة الشباب والشابات، وهذا ما نحتاجة، فليس النجاح بطريق ممهد ولا سهل، وهذا ما يجب أن يعرفة الأجيال لدينا، وعليهم الاستفادة من تجارب من سبقوهم، كيف تكتشف الفرصة من أين تبدأ وكيف تبدأ، وهكذا من منهجية وخطة النجاح، الكثير يحتاج النصيحة والتوجية وعلينا أن نترك له الفكرة وهي ينطلق بها يشكلها ويعمل عليها، النمط السائد من الحوار والنجاح كما اشاهد بوسائل التواصل الاجتماعي، أن النجاح لدى الكثير يعتقد أنه مستحيل او محتكر وصعب ومختطف لدى العمالة الأجنبية، رغم أنه لم يجرب بعد أو يحاول حتى. هنا يجب أن نوصل له الفكرة أن النجاح صعب صحيح وليس ممهداً ولا يأتي إليك، ولكنه ليس مستحيلاً ولا ممنوعاً ولا محتكراً، ومنها ينظر للقصص للذين نجحوا، أو يعتقد البعض أن الفرص انتهت والنجاح انتهى ويصعب تحقيقة، وأضع مثالاً لفرص حديثة ونجحت "هاتف أبل الأيفون" كم عمره؟ لا يصل 10 سنوات وتسبب في وصول قيمة الشركة إلى 700 مليار دولار أعلى من اقتصاد سويسرا. تويتر كم سنة؟ مواقع التطبيقات والأنستغرام أصبحت وسيلة تجارية يستفاد منها بصورة كبيرة يجب أن تستثمر، العالم كل يوم يظهر فرص، وفرص لا تنتهي، لا تتوقع ان هناك نهاية لشيء، من يثابر ويعمل ويجتهد سيجد وسيصل في النهاية، نحتاج غرس قصص النجاح للشباب لخلق محفز لهم للنجاح والإبداع، أما الحفظ والتلقين فأصبح في ذاكرة الأجهزة الذكية. نحتاج غرس الإلهام لدى الطلاب والطالبات بدلا من هموم الحفظ التي تذهب مع الزمن.