ساهم الحارس القطري قاسم برهان في وصول منتخب بلاده إلى نهائي "خليجي22" وكانت له بصمة واضحة في سلسلة النتائج الإيجابية التي منحت العنابي القطري بطاقة التأهل للمباراة النهائية، وقدم برهان مستوى فنياً عالياً خلال مباريات البطولة وكان ورقة مهمة اعتمد عليها المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي عانى كثيراً من الغيابات في صفوف المنتخب، لكن وجود برهان وعدد من اللاعبين المميزين لم يشعره بالنقص، ووقف برهان سداً منيعاً خلال مباريات "خليجي 22" وبات أحد أقوى المرشحين لنيل جائزة أفضل حارس في البطولة إذ لم تتلق شباكه سوى هدفين أحدهما في مباراة الافتتاح مع السعودية والآخر في مباراة عمان الأخيرة، ويطمح برهان في الإبقاء على شباكه نظيفة في النهائي على الرغم من أنه يدرك جيداً صعوبة ذلك في ظل وجود أسماء مميزة في صفوف الأخضر السعودي أبرزها المهاجم الهداف ناصر الشمراني الذي ينافس على جائزة أفضل لاعب آسيوي في العام، اللقب الشخصي لا يحتل تلك الأهمية بالنسبة للذهب الخليجي، فالحارس القطري سيفكر دون أدنى شك في إسعاد جماهير بلاده أولاً بلقب البطولة ثم سيفكر في لقب شخصي يترجم به أداءه المميز في كأس الخليج. ويعتبر قاسم برهان من حصاد "التجنيس" الذي انتهجه الاتحاد القطري لكرة القدم منذ مواسم عدة فالحارس أصولة افريقية وبالتحديد "سنغالي"، لكنه وبفضل إمكانياته التي تنبأ لها القطريون بات واحداً من أهم اللاعبين في تشكيلة العنابي، ولد برهان في دكار السنغالية عام 1985م، وبدأ مشواره في قطر مع الخور إذ لعب له موسمين وتوج بكأس قطر (2005م)، انتقل بعدها للريان ولعب معه ثلاثة مواسم توج خلالها بكأس أمير قطر "مرتين"، وعلى الرغم من انخفاض مستواه وإبعاده من المنتخب ومطالبات الجماهير الريانية بالاستغناء عنه إلا أن مدرب الغرافة في ذلك الوقت الفرنسي ميتسو أصر على التعاقد معه وهو ماحدث فعلاً إذ وقع للغرافة، وقدم معه مستويات كبيرة أعادته لتشكيلة العنابي وساهم في حصول "الفهود" على ألقاب عدة، ولايزال برهان أحد أبرز الأسماء في الغرافة ويحظى بشعبية كبيرة لدى أنصاره الذين يعتبرونه مصدر أمان لهم. دولياً شارك قاسم برهان بشعار المنتخب القطري لأول مرة عام 2004م وكانت مباراته الأولى ضد البحرين، وتمكن من حجز موقع أساسي في تشكيلة العنابي لفترة طويلة بالرغم من تعاقب مدربين كثر كونه يمتلك إمكانيات كبيرة ويُعد واحداً من أفضل حراس المرمى الذين أنجبتهم الملاعب القطرية، ويتمتع برهان ببنية جسمانية مميزة ساعدته على التألق، كما أن لديه ردة فعل سريعة تميزه عن غيره من الحراس وهذه الصفة تعتبر مهمة للغاية بالنسبة لحارس المرمى، ويمتاز برهان أيضاً بالتعامل الجيد مع الكرات العرضية وهو مايفتقده بعض حراس المرمى، في المقابل الحارس قاسم برهان كغيره من اللاعبين مثلما لديه إيجابيات يعاني من بعض العيوب لعل أبرزها معاناته من الكرات الأرضية بسبب طوله الزائد الذي قارب المترين، لكن برهان بإمكانياته العالية لم يشعر القطريين بذلك في كثير من الأحيان. القطريون يعولون كثيراً على برهان ورفاقه في مباراة الليلة، فالوسط الرياضي هنالك بحاجة إلى إنجاز رياضي يسعد القطريين لاسيما أن بين الإنجاز وقطر خطوة واحدة فقط، ويدرك القطريون جيداً بأن مهمتهم في نهائي "خليجي22" لن تكون سهلة خصوصاً وأن المباراة ستقام على أرض الأخضر السعودي وبين جماهيره التي لن تتخلى عنه كما فعلت سابقاً وستحضر الليلة بكثافة لمساندته، قاسم برهان مطالب من القطريين بتسخير كامل خبرته في مباراة الليلة كونه واحداً من اللاعبين القلائل الذين يمتلكون الخبرة في تشكيلة الجزائري جمال بلماضي، كأس الخليج له طعم مغاير وله مكانة خاصة لدى أبناء الدول الخليجية لذلك لن يقبل القطريون بغير الذهب خصوصاً وأن هنالك ثأر بينهم وبين السعوديين وبالتحديد في 2003م عندما خطف الأخضر السعودي اللقب من أمامهم وانتصر 3-1 على ذات الملعب الذي ستقام عليه مباراة الليلة إستاد الملك فهد.