استمراراً للأصداء المرحبة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها خلال اجتماع الرياض الخليجي التكميلي مؤخراً والداعية إلى تعزيز الوحدة الخليجية وإنهاء كل أسباب الخلاف الطارئ بين الأشقاء بدول المجلس التعاون الخليجي، وفتح صفحة جديدة في مسيرة التعاون والتوافق وروح العمل العربي المشترك، أشاد عدد من المختصين الخليجيين بمبادرته خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مؤكدين حكمته العميقة في التشديد على أهمية خلق توافق عربي واسع لمواجهة الاخطار والحفاظ على هذا التوافق وتعزيزه مهما كانت التضحيات المطلوبة. يقول الكاتب الكويتي الدكتور محمد الرميحي استاذ الاجتماع السياسي: هنا تظهر رؤية القائد التاريخي انطلاقا من مسؤوليته التاريخية، فتجربة خادم الحرمين الشريفين تختزن من خلال مسيرة طويلة في العمل العام وفي العمل السياسي حكمة عميقة، في اهمية ليس فقط خلق توافق عربي واسع لمواجهة الاخطار، ولكن ايضا الحفاظ على هذا التوافق وتعزيزه مهما كانت التضحيات المطلوبة، فقد قدمت المملكة بقيادته تلك التضحيات الكبيرة، وما زالت تفعل من اجل الوصول الى هذا الوفاق، الخليجي اولا، ثم بناء توافق عربي من اجل تخليص جسم الامة العربية من الامراض السياسية التي إبتليت بها. إذ ضعف هذه الامة هو بتفرق كلمتها، وبدأ هذا التفرق هو من البيت الخليجي، هذا الافتراق جعل الطامعين الاقليميين والدوليين يتلهفون على تقسيم الامة والتدخل في شؤونها، تحت شعارات مختلفة واعلام براقة. وتابع الرميحي: هنا يأتي بعد نظر القيادة السعودية بقيادة الرجل الكبير والحكيم خادم الحرمين الشريفين، متقدم الصفوف للدعوة الى التوافق؛ فالبيان الذي صدر من الديوان الملكي الاسبوع الماضي يعبر عن بالغ اهتمام خادم الحرمين الشريفين في بناء هذا الحائط العربي لصد كل الاعداء الطامعين، الذين اعتقدوا ان الامة هي الآن في مرحلة تنافر حاد، قد يقودها الى هزال، وهو الوقت المناسب لهم للانقضاض عليها، بل واستخدام شعارات من اجل اغراء المغرر بهم من ابنائها بالنظر الى خارج الحدود، كما يؤكد انه ليس هناك اليوم خاسر ورابح من جراء شق الصف العربي، فالكل خاسر في حال التفرق والمناكفة والاعتقاد انه يعرف الحقيقة او المصلحة النهائية، وحدها سياسة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين، وما تختزنه من حكمة، التي تطلعت الى المستقبل، ونظرت الى الاخطار التي تحيط بالشعوب العربية على انها اخطار وجود، وأرضها التي احتضنت الرسالة المحمدية التاريخية، التي يريد بعضهم اليوم ان يثأر منها بسبب ذلك التاريخ العظيم من الدعوة السمحة الى العالم اجمع، فكان هذا الثأر، إما من خلال تقديم تفسيرات ليس لها علاقة بهدف الدعوة الاسلامية الانسانية العظيمة، وإما الثأر منها من خلال تحريف او حتى تشويه تلك الدعوة السمحة في عين العالم، والباسها لبوسا ليس لها. وزاد من هنا جاءت الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الى رأب الصدع وجمع الصف وتوحيد الجهود وتنقية الرسالة، وهو الذي يحمل تاريخا طويلا من المؤسس الكبير - رحمه الله - الملك المؤسس عبدالعزيز، حتى اخوانه الذين تولوا المسؤولية، فكان هذا الزخم من ارض مقدسة شهدت الدعوة الاولى وشهدت اصلاح ما فسد من الممارسات وهي اليوم تقدم الخير الذي يتوخى مصالح الامة ويحافظ على قوتها ويعزز من منعتها. ويوضح الرميحي أننا امام تحديات كبرى، فالاعداء لن يستكينوا والسذج حولنا ايضا كثيرون الذين لا يستطيعون التفريق بين ما هو جوهري وما هو ثانوي وطارئ، فبمجرد إعلان الوفاق الاخير في الرياض، الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين، حتى بدأت الاصوات، كما قلت، اما الساذجة، او تلك التي ترغب في مد قرون الفرقة وتضخيم الاخطاء تحويلها الى خطايا، فيقال مثلا من بعضهم انه (وفاق مؤقت)، وهو كلام مردود عليه، لان هؤلاء القادة الكبار لا يتفقوا على شيء ليعودوا عنه في وقت لاحق. أما الاخرون الذين يرون في أي وفاق خليجي ومن ثم عربي، خطر يهدد مصالحهم، فانهم سرعان ما يخترعون القصص والروايات عن خلافات نائمة او قائمة. اما دعوة خادم الحرمين الشريفين بان يقوم اهل الرأى والقائمون على الاعلام والمثقفون والمهتمون بمصير هذه الامة، بشرح الاخطار القابعة حولنا والمهددة لطريقة حياتنا واستنزاف طاقتنا، فعليهم العبء الكبير لاجلاء الحقيقة للناس، وتبصيرهم بالحقائق الجوهرية التي تجعلنا جميعا في سفينة واحدة لا يصح ولا يجوز لاحد، عن جهل او سابق تصميم، الى خرق تلك السفينة، حيث يرى الرميحي ان قناعة خادم الحرمين الشريفين في أن (الكل اكبر من مجموع اجزائه) هي حكمة عميقة، تجعلنا في هذه المنطقة أعز قدرة، واكثر تصميما على مواجهة هذه التحديات التي تستهدف وجودنا. من جهته يقول الاستاذ جمال حويرب المستشار الثقافي والعضو المنتدب في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أي عمل جليل يقوم به لجمع الشمل العربي والاسلامي وحل الخلافات الطارئة التي تحدث بين مدة وأخرى، على اختلاف صورها واحجامها، فحكمته ودرايته - حفظه الله - ايضا ما يملكه من تقدير ومحبة في قلوب زعماء وشعوب الامتين العربية والاسلامية كافية لإنجاح مساعيه الخيرة، ومن هذه الحكمة والدراية يقول بن حويرب هو اهتمامه الكبير باستقرار وأمن وازدهار الشقيقة جمهورية مصر العربية، فمصر قلب العالم العربي، والدول العربية هي قلب العالم الاسلامي مضيفا من دون استقرار مصر سيختل ميزان الامة الاسلامية. ويؤكد بن حويرب ان التاريخ شاهد على ما تقدمه المملكة من تضحيات عظيمة ومساعدات جليلة للعالم العربي، بل العالم اجمع، وذلك في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين واخوانه الملوك الذين سبقوه رحمهم الله. اما العميد محمد راشد بوحمود الوكيل المساعد للشؤون القانونية بوزارة الداخلية البحرينية يقول لا يختلف على حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين احد فقد تجلت حكمته وبعد نظره في القمة الاستثنائية الخليجية بالرياض واستطاع كعادته - حفظه الله - الوصول لحل الخلافات بين الدول. ويضيف العميد بوحمود ان خادم الحرمين الشريفين صاحب رؤية ومبادرات للم الشمل العربي والاسلامي وليس الخليجي فحسب، كما يرى في دعوته للتضامن مع مصر وشعبها حرص واهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استقرار المنطقة فمصر بلا شك تعتبر مع المملكة من مراكز الثقل العربي. ويختم العميد بوحمود ولموقع مصر الاستراتيجي الجيوساسي، كان لاستقرارها العامل المؤثر في استقرار منطقة الخليج العربي والعالم العربي بشكل عام. العميد بوحمود بن حويرب