واقع الشباب السعودي في حال قراءته ضمن المنتج الاجتماعي والثقافي والاداري نجد ان خدماتنا لهم دون المستوى المطلوب.. والاخطر أنها دون مستوى تقدمهم وبالتالي القدره على إشباع احتياجاتهم.. في منظومة المؤسسات الاكثر مسؤولية تجاه الشباب تأتي الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الصدارة..، وبالتالي المتوقع منها كبير وكثير..، ولكن للاسف واقعها الحالي لا يشفع لها..، بل انها للاسف تسير عكس عقارب الساعة.. مع ان الاغلبية تتهمها بانها مؤسسة لا تهتم الا بكرة القدم الا ان الواقع التنظيمي يؤكد فصل ذلك عنها واعطاءه للاتحاد السعودي لكرة القدم وفق تنظيم دولي يلزم بذلك وايضا مستوى كرة القدم المحلية في حالة تأخر والشاهد ان نتائج المنتخب والاندية السعودية اقل من السابق بل باتت في الكثير من المناسبات خارج التنافس الا في الخطاب الاعلامي الرياضي السعودي.. في جانب اخر تم قص الجناح الثقافي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتم إلحاقه بوزارة الثقافة والاعلام.. ياتي للجانب الاجتماعي فنجد انه ضعيف من الاساس وهو الجانب الذي يفترض ان يربط هذا الجهاز ببقية ابناء المجتمع السعودي الا انه للاسف غير مفعّل بما يجب ان يكون عليه.. خاصة وان المجتمع السعودي مر بالكثير من المتغيرات وخاصة الثقافية والفكرية ما يتطلب من المؤسسات الحكومية ان تواجهها ببرامج عمل مناسبة..، مثلا الفكر المتطرف والمتشدد الذي اعتنقه الكثير من شبابنا كان من المفروض ان يمثل تحديا للرئاسة العامة لرعاية الشباب لمواجهته بفكر معتدل ووسطي، فكر يرتكز على الدين الاسلامي المستنير بسماحة الاسلام واحترامه لروح وسلامة الانسان ..، مع الاهتمام ببرامج مسانده لانتشال الشباب من مستنقع التطرف مع الاستفادة من برامج مساندة متمثلة في النشاط الرياضي والاجتماعي لتتكامل في عطائها لبناء عقول واجساد الشباب مع انتماء وطني واع وناضج لا نحتاج فيه لفتح ابواب الملاعب مجانا لاغرائهم لتشجيع منتخبهم الوطني في مناسبة اقليمية فيما هم يتسلقون الاسوار لتشجيع انديتهم المفضلة.. الوقت حان لاعادة هيكلة هذه المؤسسة بحيث تكون وزارة ويشارك رئيسها في حضور جلسات مجلس الوزراء وان يتم تدعيمها بطاقم عمل شبابي قادر على تخطي الفكر النمطي في عملها الذي بات لا يناسب العصر وظروف البلاد..، ولعل تعيين خادم الحرمين الشريفين للامير عبدالله بن مساعد هو الخطوة الاولى في اعاده هذا الجهاز لدوره التنموي المطلوب منه تجاه الشباب عموما وليس الذكور فقط.. والرياضيين فقط منهم.. مع تحويلها لوزارة وعنايتها بالشابات ودعمها بطاقم عمل شبابي من الجنسين نتوقع منها العمل على تنفيذ الاستراتيجية العامة للشباب بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والاهلية المعنية على ان تقوم رعاية الشباب بمبادرات عمل لخدمة الشباب مع الجهات الحكومية وغيرها لخلق بيئة عمل نشطة ومرنة ومتطورة لاستيعاب الشباب من الجنسين وخاصة في بنائهم الفكري وانتمائهم الوطني ونبذ التعصب الرياضي الذي بات سمة وعيبا في الوسط الرياضي لدرجة ان رؤساء الاندية بكل ثقة يدعون جماهير نواديهم لحضور مباريات المنتخب فيما كان حريا بهم دعوة الجميع والانصهار في عمق وطني واحد لا الوان فيه الا للاخضر.. بعد دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة ادارية شابة وبناء عدد من الملاعب بقي تطويرها لوزارة وان تتبنى بنفسها مجموعة من الشراكات والمبادرات لبرامج عمل وليس اجتماعات ولجانا وخلافه لا تسمن ولا تغني من جوع.. لمراسلة الكاتب: [email protected]