ألمحت نتائج أولية، على مستوى مكاتب الاقتراع، وأرقاماً غير رسمية توصلت إليها مكاتب الاستطلاع، الليلة قبل الماضية إلى تأهل الرئيس التونسي منصف المرزوقي، ورئيس الوزراء السابق ورئيس "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي، لخوض جولة انتخاب ثانية. وتشير الأرقام المعلنة عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد، والتي أوردها "التلفزيون الرسمي التونسي"، إلى حصول السبسي، أكثر من أربعين بالمائة من الأصوات، والمرزوقي نحو 30 بالمائة، فيما توقعت الاستطلاعات التي قام بها أكثر من مكتب استطلاع، حصول رئيس الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، على نحو 10 بالمائة من الأصوات. من جانبه، أقر الرئيس المرزوقي، بتأهله إلى دور ثان، مع السبسي، داعياً من سماها القوى الديمقراطية إلى الالتفاف حوله في الدور القادم. يشار إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب، شرعت في عمليات التجميع والفرز، ليتم إعلان النتائج الرسمية خلال الأيام الثلاثة القادمة. وقال محسن مرزوق مدير حملة السبسي للصحافيين مساء الاحد ان "الباجي قائد السبسي هو بحسب التقديرات الاولية متصدر السباق بفارق كبير" عن اقرب منافسيه الذي لم يسمه، مؤكدا ان السبسي "ليس بعيدا كثيرا عن ال50%" المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الاولى، ولكن "من المرجح اجراء دورة ثانية". من جهتها، اعلنت حملة المرزوقي ان الفارق بين مرشحها وزعيم حزب "نداء تونس" ضئيل جدا وسيتافسان بالتالي في دورة ثانية. وقال مدير الحملة عدنان منصر للصحافيين "في اسوأ الاحوال ستكون النتيجة تعادلا (بين المرزوقي والسبسي) وفي افضلها سنتقدم بنسبة تراوح بين 2 و4% من الاصوات"، مضيفا "سنذهب الى دورة ثانية بفرص كبيرة". ومساء الاحد، دعا المرزوقي "كل القوى الديموقراطية" الى التوحد حوله في الدورة الثانية بهدف التغلب على منافسه. واعلن المرشح اليساري حمة همامي الذي قالت استطلاعات الرأي انه حل في المركز الثالث ان حزبه "الجبهة الشعبية" سيجتمع "في اسرع وقت" لبحث تحديد تعليمات انتخابية جديدة للدورة الثانية. وامام هيئة الانتخابات حتى 26 نوفمبر لاعلان النتائج واجراء دورة ثانية محتملة في نهاية ديسمبر في حال لم يحصل اي من المرشحين المتنافسين على الغالبية المطلقة. واعلنت الهيئة ان نسبة المشاركة بلغت 64,6 في المئة. واكد رئيسها شفيق صرصار انها نسبة "مشرفة". وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وبن علي (1987-2011). وقال مهدي جمعة رئيس الحكومة غير الحزبية التي تقود تونس منذ مطلع 2014 وحتى اجراء الانتخابات العامة "هذا يوم تاريخي، إنها أول انتخابات رئاسية في تونس بمعايير ديموقراطية متقدمة". ودعي الى الانتخابات الرئاسية نحو 5،3 ملايين ناخب بينهم 389 ألفا يقيمون بالخارج ويتوزعون على 43 دولة. وجرت عمليات التصويت داخل تونس في 11 ألف مكتب اقتراع، وتواصلت من الساعة الثامنة (7,00 تغ) حتى الساعة 18,00 (17,00 تغ). وبدأ التونسيون المقيمون بالخارج التصويت منذ الجمعة الماضية. ونشرت السلطات عشرات الالاف من عناصر الجيش والشرطة لتأمين مراكز الاقتراع. عضو في مركز فرز في الانتخابات التونسية يدقق في البيانات (رويترز)