جاء خبر موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية على تأسيس جمعية خيرية تحمل اسم الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات مفرحاً لكل مواطن غيور وخاصة المطلعين على واقع ادمان المخدرات وانتشارها بين شبابنا والتي تهدف بحسب ما ذكره رئيسها الدكتور عبدالإله المؤيد إلى توعية وتثقيف كافة أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وآثارها المدمرة وطبع الكتب والنشرات والمطويات والفتاوى الشرعية الخاصة بالمخدرات، بالإضافة إلى المشاركة مع الجهات ذات العلاقة وإعداد قاعدة معلومات واسعة عن المخدرات وكل ما كُتب عنها والتنسيق مع الأقسام الاجتماعية بالجامعات لإعداد الدراسات والأبحاث في مجال الوقاية من المخدرات، والتركيز على العناية اللاحقة للمتعاطين السابقين ومساعدتهم في عدم العودة إليها مرة أخرى. وما نتمناه أن لا تكون هذه الجمعية تكراراً للجهات الأخرى التي تعمل على الوقاية من المخدرات وأن تقدم البرامج الجديدة والفعالة بأهداف واضحة وممكنة وأن تبني خططها على أساس متين من الدراسات والأبحاث حيث إن المخدرات وادمانها خطر يهدد الشباب من الجنسين ويساهم في انتشار الجريمة بكافة أنواعها حتى أصبحت المخدرات خطراً يهدد كل أسرة في ظل ضعف الإمكانيات البشرية والتخطيط السليم للجهات التي تعمل على التوعية من المخدرات حالياً. وعندما نبحث الآن عن جهات مكافحة المخدرات والوقاية منها في المملكة نرى جهات متناثرة وأساليب متفاوتة وصلات منقطعة مع بعضهم البعض ومع الباحثين في هذا المجال في ظل هجمة كبيرة من عصابات الترويج للمخدرات وأساليب منظمة لهم وطرق تهريب متطورة وطرق توزيع وترويج ودعاية للمخدرات في اوساط الشباب والمراهقين لم تستطع جهات مكافحة المخدرات المتباعدة تفكيراً وأسلوباً أن تواجهها وتتصدى لها بالشكل المطلوب. حيث انشغلت الجهات الحكومية والوطنية المختصة بمكافحة المخدرات بمشاكلها الخاصة واتخذت أساليب قديمة للتوعية وخاطبت شبابنا وكأنهم أطفال لا يعرفون ما يجري حولهم أو قدمت لهم التوعية بأسلوب لن ينفع معهم وابتعدت عن الاجتماع مع بعضها البعض وانتظر كل منهم الآخر أن يناديه أو يزوره وعندما لم يحدث ذلك اكتفت هذه الجهات بمخاطبة بعضها البعض عبر خطابات رسمية وفقدت التخطيط السليم والخطط المستقبلية وكان لذلك أن يتسبب في ضعف عام في الوقاية من المخدرات أولاً ثم علاجها ومكافحتها ثانياً. وبنظرة سريعة نجد المملكة تحتضن جهات كثيرة تعنى بمكافحة المخدرات والوقاية منها فمن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وفروعها الكثيرة إلى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إلى إدارات مكافحة المخدرات في إمارات المناطق واللجان الخيرية إلى مستشفيات الأمل إلى إدارات مكافحة المخدرات في الجهات العسكرية والدوائر الحكومية وجميعها يوجد بها أقسام للتوعية والوقاية من المخدرات وجميعها كل يغني على ليلاه ولا يوجد أي رابط بينها أو خطة مشتركة وكل له خطته ومنهجه وأسلوبه القديم ولذلك لم تنتج هذه الجهات ما يفيد ويذكر سوى إنجازات بسيطة بعيدة كل البعد عن الإمكانيات المتاحة ولم تف بالغرض المطلوب منها. ولذلك فإن الأمل في الجمعية الوطنية الخيرية لمكافحة المخدرات بأن تلم الشمل المتفرق وأن تجمع المتباعدين ولو من جانب خيري ثم تضع التخطيط المناسب الذي يساهم في الوقاية من المخدرات عبر طرق أكثر تطوراً من الطرق المستخدمة حالياً سائلين الله العلي القدير أن يوفقهم ويعينهم ويجنب أبناءنا وبناتنا المخدرات ومصائبها.