حكمت المحكمة العامة في جدة بالقتل قصاصاً على قاتل الفتاة التي وجدت مرمية في حي السامر بجدة فجر يوم السبت الموافق 1/7/1434ه ، كما قرر قضاة الجلسة الحكم بالسجن لمدة 5 سنوات بحق شقيق المدان والذي ساعده في التخلص من جثة المجني عليها عندما حملاها في سيارته وألقياها على أحد الأرصفة بحي السامر. وتعود تفاصيل الحادثة إلى تقدم ذوي المجني عليها ببلاغ تغيّب ابنتهم قبل شهر واحد من جريمة القتل، بعد ورود اتصالات متعددة ومن أرقام مختلفة على هواتف أسرة الضحية تؤكد احتجازها لدى شخص يتصل بهم ويسب ويشتم ويهددهم، وفي يوم السبت الموافق 1/7/1434ه ورد بلاغ إلى عمليات الإدارة العامة لدوريات الأمن بمحافظة جدة من أحد المواطنين متضمناً العثور على جثمان فتاة بجوار جامع الفاروق بحي السامر، وبالانتقال إلى الموقع شوهد جثمان لفتاة في العقد الثاني من العمر، وبالكشف الظاهري على الجثمان في مسرح الحادثة عن طريق الطبيب الشرعي تبين آثار جرح غائر في الرأس وكدمات متعددة في الوجه والشفتين والرقبة وآثار كدمات في الصدر وإصابات متعددة في الفخذين والساق وآثار حروق في الظهر والصدر مما يثبت الدلالة الجنائية على الحادثة. وفي غضون 24 ساعة تمكن فريق أمني من شعبة التحريات والبحث الجنائي من كشف غموض القضية، حيث قبضوا على الجاني وهو سعودي الجنسية يعمل موظفاً حكومياً في محافظة خليص، وشقيقه البالغ من العمر 25 عاماً الذي ساعده على التخلص من الجثة. الجاني اعترف بضرب الضحية حتى فارقت الحياة وانتهى التحقيق إلى توجيه الاتهام للمدان بضرب سائق المجني عليها وسلب محفظته، وقيامه باحتجاز الضحية مدة شهر ثم قتلها عمداً وعدواناً، وذلك بضربها عدة ضربات مما أدى إلى إصابتها بالإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي، وقيامه بشرب المسكر، وقيام المدان الثاني بنقلها في سيارته مع شقيقه ورميها وهي مغمى عليها في الطريق وتركها حتى توفيت. وأقرّ القاتل (30 عاماً) الذي تبين وجود ثلاثة سوابق عليه في حيازة مخدرات ومسكرات في اعترافه أن الفتاة كانت عنده في استراحته بمحافظة خليص وبعد أن بلغ شدّة السكر قام بضربها في عموم جسدها ولا يتذكر مواضع الإصابة لأنه كان في حالة سكر شديد، سوى الإصابة التي في صدرها فكانت نتيجة الضغط على صدرها محاولاً إسعافها، كما أنه لا يتذكر قيامه بكتم نفسها، وبعد ضربه لها اتصل بشقيقه وطلب منه الحضور، بعدها قاما برميها في حي السامر جثة هامدة أو احتمال أن الروح باقية فيها ثم تركاها وغادرا المكان. وأقر شقيق القاتل في اعترافه أنه ورد إليه اتصال من شقيقه يطلب منه إحضار سيارته إلى الاستراحة الواقعة في محافظة خليص، وعند حضوره شاهد الفتاة ملقاة على الأرض وكان شقيقه مرتبكاً، وكان يبدو على الفتاة الإجهاد وشاهد فيها آثار ضرب، فسأله عنها فقال القاتل: " قمت بضربها"، ثم قام هو وشقيقه بإركاب الفتاة في المرتبة الخلفية للسيارة وكانت تتألم وتنزف دماً من رأسها ثم اتجها إلى محافظة جدة حيث جرى إنزالها في حي السامر للتخلص منها والمغادرة على الفور إلى المنزل. وجاء في منطوق الحكم الابتدائي الذي أصدرته المحكمة العامة بجدة مطلع الأسبوع الماضي أنه بعد الاطلاع على الأدلة والقرائن المقدمة من المدعي العام والتي منها اعترافات المدعى عليهما الأول والثاني المصدقة شرعاً واعترافاتهما تحقيقاً، وبعد الاطلاع على ما ورد في أقوال سائق المجني عليها، وبعد الاطلاع على ما تضمنه تقرير الطب الشرعي النهائي للكشف على جثمان الضحية الذي أكد أن الوفاة بسبب "الضغط بالأيدي على العنق وكتم النفس ومضاعفات الإصابات الرضية على الرأس وما صاحبها من نزيف دموي داخل المخ ومضاعفات الإصابات الرضية بالصدر وما صاحبها من كسور عديدة بالأضلاع على الناحيتين". حيث أقرّ المدان أنه قام بضرب المجني عليها وهو في حال سكر وأنه لم يقصد قتلها، وأقرّ أيضاً بنقل الضحية ورميها على الطريق مع شقيقه. ونظراً لتوفر شروط القصاص، فقد حكمت المحكمة بثبوت قيام المدان الأول بقتل المجني عليها عمداً وعدواناً وذلك بضربها عدة ضربات تسببت في وفاتها، وقررت بقتله "قصاصاً". كما قرر قضاة الجلسة الحكم بتعزير شقيق القاتل وذلك بسجنه خمس سنوات اعتباراً من تاريخ إيقافه وجلده خمسمائة جلدة مفرقة على دفعات في كل دفعة خمسون جلدة على أن يكون بين كل دفعة والتي تليها خمسة عشر يوماً. وتضمن الحكم أيضاً مصادرة سيارة شقيق القاتل نظراً لاستخدامها في الجريمة. وبعرض الحكم على أطراف القضية قرروا جميعاً عدم القناعة بالحكم واستعد كل واحد منهم لتقديم اعتراضه على الحكم وأفهموا بالتعليمات المتعلقة بذلك.