صدر العدد الجديد (رقم 51) من مجلة "بانيبال" التي تعنى بترجمة الأدب العربي الى الإنكليزية. وقد خصصت المجلة ملفها الرئيسي للاحتفاء بالشاعر العراقي سعدي يوسف بمناسبة عيد ميلاده الثمانين. وشارك في هذا الملف كل من: خالد مطاوع، جاك هيرشمان، راوي الحاج، حسين بن حمزة، صالح الطعمة، بيتر موني، ستيفن واتس، خليل صويلح، صلاح عواد، منى أنيس، يار هوري، حسن نجمي وكريستينا فيتي. وقد خصصت ناشرة مجلة بانيبال، مارغريت أوبانك افتتاحيتها للشاعر العراقي سعدي يوسف، ووصفته بالشاعر الكوني. ومما جاء في الافتتاحية: "منذ الأعداد الأولى من "بانيبال" ونحن فخورون بتقديم شعر سعدي يوسف عبرَ ترجماتٍ متوالية. واليوم، وقد بلغَ سنّ الثمانين، فقد أصبحنا أكثر فخراً بتخصيص هذا العدد للاحتفاء بمنجزه الشعريّ المدهش. وكنّا قد نشرنا عام 1998 ترجمات رائعة أنجزها خالد مطاوع لبعض قصائد سعدي من فترة السبعينيات، كتبها الشاعر أثناء وجوده في الجزائر وفي بغداد، ومن بينها "نهايات الشمال الافريقي"، و"بغداد الجديدة". يمزج سعدي يوسف تأملاته الثاقبة للحياة اليومية بتراثه الشعري ورؤيته ليخلق، حتى في ترجمتها الإنكليزية، أصواتاً ساحرة وأبياتاً شعريةً ثرية تستحق الأداء المسرحيّ أكثر من الإلقاء الشعري المعتاد. وفي عام 2000 نشرنا قصيدته التي لاقت شهرة عالمية والتي حملت عنوان "أميركا، أميركا" وقد كتبها بدمشق عام 1995 في فترة كان العراقيون يحيون فيها حياة عصيبة بسبب الحصار الاقتصادي على العراق الذي فرضته الولاياتالمتحدة الأميركية. وكانت تلك القصيدة من ترجمة خالد مطاوع أيضاً والذي قال لاحقاً عن سعدي في مقدمته للمختارات الشعرية التي نشرت بالإنكليزية تحت عنوان "بلا أبجدية ولا وجه"، قال: "إنّ واحدة من أكبر إسهامات سعدي يوسف في الأدب العربي المعاصر، إلى جانب تعمّقه في الكتابة الشعرية، تكمن في جهده المتواصل للحفاظ على منزلة التجربة الشخصية ضمن سياق الحالة السياسية الاجتماعية الصعبة والمعقّدة في بلده العراق، كما في العالم العربي برمّته". وفي العام 2004، كنت قد أجريت مقابلةً طويلةً مع سعدي، نشرت في العدد رقم 20 من بانيبال، واكتشفت في تلك المقابلة حجم الجهود التي يبذلها سعدي يوسف لكي يكون (حراً). فبعد أن أُجبر على ترك العراق، في بداية الستينيات، عاش الشاعر فترةً في الكويتوالجزائر، ثمّ عاد إلى العراق، لكنه هرب مجدداً في عام 1979، ليذهب إلى تونس والمغرب ومصر ولبنان واليمن وقبرص وفرنسا وسوريا وأخيراً إلى بريطانيا. وقال سعدي في تلك المقابلة:" إنني أرى نفسي شاعراً وطنه هو العالم كله. ولا أشعر بأنني منفي. إنما أصبحت الحياة خارج وطني هي الحياة الطبيعية بالنسبة لي. لقد اعتدت الأمر، وصرت أشعر وكأنني في وطني حيثما أكون. فأنا أحتاج إلى هذا الشعور، وإلا فلن يكون بوسعي أن أكتب الشعر. غلاف المجلة بورتريه للشاعر سعدي يوسف، من أعمال الرسام العراقي المقيم في برلين، منصور البكري، والى جانب الملف الرئيسي، تنشر المجلة قصائد للشاعر المغربي الراحل محمد خير الدين، ترجمتها عن الفرنسية غادة مراد، وفصولا من روايتين هما "كتاب الطغرى" للكاتب المصري يوسف رخا (ترجمة بول ستاركي)، و"أيام في الجنة" للكاتبة العمانية غالية آل سعيد (ترجمة كاريس بريدن). وفي باب "الأدب الضيف" أفردت المجلة 60 صفحة لستة كتّاب هولنديين بارعين، اختار أعمالهم وقدم لهم الكاتب والناشر الهولندي فيكتور شيفرلي. وبعد باب "مراجعات الكتب" تنشر المجلة تقريرا كتبته الباحثة اليابانية تانامي أويه، عن الندوات الناجحة التي عقدت مؤخراً في مدينتي أوساكا وطوكيو، بالتعاون مع مجلة بانيبال تحت عنوان "حوار مع الأدب العربي".