يجتمع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة أوكرانيا فيما تحتفل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بذكرى مرور سنة على حملة الاحتجاجات التي أطاحت بالنظام المدعوم من روسيا وتسببت بنزاع في شرق البلاد. وتأمل الحكومة الأوكرانية في ان يعلن بايدن عن مساعدات اميركية اضافية لمساعدة قوات كييف التي تخوض حملة عسكرية ضد المتمردين الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد. وقد حصرت الولاياتالمتحدة حتى الان دعمها بتقديم مساعدة امنية بتجهيزات غير قتالية لكن كييف تريد اكثر من ذلك. وروسيا التي تنفي تقديم دعم عسكري للانفصاليين حذرت من انه في حال قامت الولاياتالمتحدة بتسليح القوات الاوكرانية فإن النزاع في شرق اوكرانيا "سيتفاقم". وفي كييف، تجمع العشرات في الميدان، ابرز ساحة في العاصمة، ووضعوا الزهور على اضرحة اكثر من مئة شخص قتلوا في موجة الاحتجاجات التي بدأت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر. وقوبل الرئيس بوروشنكو بصيحات استهجان لدى وصوله الى الساحة لوضع باقة من الزهور في مكان سقوط معظم ضحايا المواجهات. وهتف العشرات من عائلات ضحايا قمع شباط/فبراير "عار عليكم، لماذا لم يعاقب احد؟"، قالوها في وجه الرئيس الاوكراني عندما وضع باقة زهور في شارع اينستيتوتسكا حيث سقط معظم الضحايا، على ما افاد مراسل فرانس برس. ولم يخرج نائب الرئيس الاميركي جو بادين الذي كان مقررا ان ينضم الى بوروشنكو، من سيارته. وقال المحتجون للرئيس الاوكراني "انت تتولى هذا المنصب بفضل تضحيات ابنائنا". وكتبوا على احدى اللافتات "بوروشنكو، اين هم قتلة ابنائنا؟" وتوقعت اولغا كالينيك الطالبة البالغة من العمر 20 عاما والتي شاركت في تظاهرات ميدان التي استمرت لاشهر اعتبارا من اليوم الاول، المزيد من الاحتجاجات فيما تحارب اوكرانيا من اجل تحقيق الوحدة. وقالت "أعتقد ان هذه ليست النهاية لانها كانت الثورة في الميدان، والان انها الحرب". واندلعت الاحتجاجات بعدما عدل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش فجأة عن توقيع اتفاق شراكة مع اوروبا ما ادى الى الاطاحة به في شباط/فبراير ودفع بموسكو الى الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وضمها. واثر ذلك بدأت اعمال العنف في الشرق الانفصالي وادت الى مقتل اكثر من 4300 شخص منذ منتصف نيسان/ابريل. واعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الجمعة يوم كرامة وحرية في اطار سلسلة احتفالات مقررة في هذه الذكرى الاولى. ويجتمع بايدن مع بوروشنكو ورئيس الوزراء ارسينيي ياتسينيوك قبل اعلان بيان مشترك. ويرتقب ان يدعو بايدن خلال زيارته الى الالتزام بوقف اطلاق النار في الشرق المعلن منذ ايلول/سبتمبر لكنه لم يمنع مقتل اكثر من الف شخص في المعارك منذ ذلك الحين بحسب الاممالمتحدة. وقتل جندي اوكراني اخر ومدنيان في الشرق في الساعات ال24 الماضية كما اعلن مسؤولون امنيون اوكرانيون الجمعة. وقال ياتسينيوك الخميس انه يامل في الاعلان عن مساعدة اميركية اضافية لاوكرانيا خلال زيارة بايدن بعد مساعدة بقيمة 53 مليون دولار اعلنت في ايلول/سبتمبر وتشمل 46 مليونا من المساعدات الامنية. وتلك المساعدة تشمل معدات عسكرية غير قتالية مثل مناظير الرؤية الليلة واجهزة لاسلكي. لكن كييف تريد من واشنطن ان تقدم مساعدات عسكرية قتالية. واعلن المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي للصحافيين الخميس ان الولاياتالمتحدة "لا تزال تركز حاليا على المساعدات غير القتالية". ومن جهته حذر سكرتير مجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف من ان النزاع في شرق اوكرانيا "سيتفاقم" في حال تقديم مساعدات اميركية عسكرية لكييف. وينفي الكرملين الاتهامات الغربية والاوكرانية بانه يدعم المتمردين بمعدات عسكرية وعبر ارسال قوات، لكن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين وصلت الى ادنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب النزاع الاوكراني. واتهمت كييف المدفعية الروسية الجمعة باطلاق نيرانه على اراضيها. وفي مقابلة مع صحيفة محلية اوكرانية نشرت الخميس شدد بايدن على "عدم وجود حل عسكري للأزمة" واتهم روسيا "بالتدخل في شؤون دولة تحظى بالسيادة". واضاف "سانقل رسالة دعم قوية الى الشعب الاوكراني والحكومة".