أعلنت أوكرانيا أمس، رفضها السماح لقافلة «مساعدات إنسانية» أرسلتها موسكو بدخول أراضيها، إذ وصفت الأمر بأنه «عمل استفزازي وقح»، كما اعتبرت أن «لا حدود لمكر» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تزامن ذلك مع مقتل 12 من أعضاء تنظيم قومي متشدد، بمكمن نصبه انفصاليون مؤيدون لروسيا في شرق أوكرانيا، فيما أعلنت الأممالمتحدة أن حصيلة ضحايا النزاع في البلاد ارتفعت مرتين إلى 2086 قتيلاً خلال 6 أسابيع. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف: «أي قافلة إنسانية من بوتين لن تمر عبر منطقة خاركوف» التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية في شمال غربي البلاد وتعتبر موسكو أنها نقطة العبور إلى الأراضي الأوكرانية. وأضاف: «هذا العمل الاستفزازي الوقح على ارضنا ليس مقبولاً، ولن نسمح باستفزاز من معتدٍ متهكمٍ». أما رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك فأكد أن بلاده لن تقبل المساعدة «إلا في إطار القانون الدولي وحصراً عبر الصليب الأحمر». وأضاف: «مكر الرئيس (بوتين) بلا حدود. أولاً يرسل (الروس) لنا دبابات وصواريخ غراد وإرهابيين وعصابات تقتل الأوكرانيين، وبعد ذلك مياهاً وملحاً». وأشار إلى أن كييف تلقّت 6 ملايين دولار من شركاء غربيين، تعهد استخدامها لتخفيف ظروف الحياة في مناطق النزاع. وزاد: «الحكومة الأوكرانية ترسل سلعاً حيوية إلى كل الأراضي المحررة (من الانفصاليين)، ونحن قادرون على رعاية مواطنينا». لكن الخارجية الروسية سخرت من مخاوف كييف والغرب من إمكان استغلال القافلة للتغطية على «غزو مسلّح» لشرق أوكرانيا. وأعلن ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كييف أن المحادثات حول المساعدة الروسية «ما زالت جارية»، مضيفاً: «ثمة نقاط كثيرة يجب أن تتقرر بين الحكومتين والصليب الأحمر. اللجنة تحتاج لمزيد من التفاصيل في شأن تشكيلة القافلة التي لم يتسنَّ لها التحقق ممّا تضمّه». وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن القافلة التي تضم 262 شاحنة، تنقل نحو ألفي طنّ من الأغذية والأدوية ومولدات كهربائية. وشددت على أن «الجانب الروسي احترم تمنيات الطرف الأوكراني في ما يتعلق بخط سير القافلة وتفتيش الحمولات وتوجيهات أخرى في ما يتعلق بتنفيذ العملية»، لافتة إلى أن «القافلة ستتابع (طريقها) بإشراف الصليب الأحمر، بعد وصولها إلى الحدود الروسية - الأوكرانية». قتلى إلى ذلك، أعلن ناطق باسم «برافي سكتور»، وهو تنظيم قومي متشدد، أن 12 من أعضائه يقاتلون مع القوات الأوكرانية شرق البلاد، قُتلوا أمس بمكمن نصبه انفصاليون، إذ أطلقوا النار على باص كان يقلهم إلى منطقة قتال غرب مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون. وأشار الناطق إلى أسر أعضاء آخرين جُرحوا في المكمن، مرجحاً أن «يُعامَلوا بقسوة أو أن يُقتلوا». قائد التنظيم ديمترو ياروش الذي تلاحقه روسيا لاتهامه ب «التحريض على الإرهاب»، أسِف ل «الخسائر الرهيبة» في صفوف التنظيم الذي كان أدى دوراً بارزاً في الاحتجاجات التي أطاحت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير) الماضي. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 11 جندياً في المعارك، فيما سقط 3 قتلى في دونيتسك التي شهدت معارك عنيفة وقصفاً مدفعياً. وأشارت كييف إلى أن قواتها استعادت 4 بلدات في شرق أوكرانيا من الانفصاليين، فيما أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو ان «الجيش حرّر مدينة فوغليغيرسك ورفع العلم الأوكراني على مبنى البلدية». في جنيف، أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن عدد القتلى في أوكرانيا بلغ 2086 شخصاً حتى 10 من الشهر الجاري، مقارنة مع 1129 في 26 حزيران (يونيو) الماضي. واعتبرت ناطقة باسم المكتب أن ذلك «يؤشر إلى اتجاه تصاعدي واضح»، لافتة إلى أن أكثر من 60 شخصاً يُقتلون أو يُجرحون يومياً منذ اندلاع القتال في نيسان (أبريل) الماضي، علماً أن حوالى 5 آلاف شخص جُرحوا حتى الآن. وأضافت أن التقديرات تشمل الضحايا من القوات الأوكرانية والانفصاليين والمدنيين، لكنها «شديدة التحفظ». إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إنها «تفعل كل ما في وسعها لئلا ينقطع التواصل مع الرئيس الروسي، على رغم العقوبات» التي فرضها الغرب على موسكو. وحضت روسيا على أن تقبل بأن «تقرر أوكرانيا وحدها وبحرية وديموقراطية» مستقبلها، مضيفة: «في هذا الإطار، يجب أن ندافع بقوة ووضوح عن مبادئنا».