كنت قد توقفت عن الكتابة عن احوال المطلقات ومايلقين في مجتمعنا من ظلم وأعود اليوم واجدد كتابتي بعد ان التقيت بأخت لي في الله في المسجد النبوي فبعد صلاتي للمغرب وانتظاري لصلاة العشاء كانت بجانبي امرأة في مقتبل العمر نظرت اليها ثم بادرت بالسؤال هل انت من اهل المدينة؟ ردت مجيبة بنعم ثم سألتها هل انت متزوجة؟ فنظرت الي وتنهدت قليلاً وكأنها تريد اعلان ماتلاقيه من الاسى والحرمان ولكن اي مأساة في مجتمعنا المسلم طبق السنة بجميع اركانها الا في حقوق المطلقة ان نظرت المجتمع للمطلقة لاتزال نظرة جاهلية حرمت المطلقة من ابسط حقوقها فأصبحت المطلقة مسلوبة الارادة ينظرون اليها وكأنها قطعة أثاث لايمكن ان تخرج من المنزل وليس لها المشاركة برأيها في اي شيء حتى في ما يخصها. ان الدين الإسلامي ترك لابناء المجتمع الواعي الذي يقدر القيم الاخلاقية والمعاني الاجتماعية النبيلة تقدير الظروف المناسبة التي يباح فيها الشيء او يمنع والدين الإسلامي الحنيف اكتفى ببيان الحكمة من الزواج وبيان غايته الاجتماعية من كونه سبباً لسكن النفس واطمئنانها وقيامها بواجباتها وبناء خلية صالحة تمد المجتمع بنسل صالح قوي لقد ترك الإسلام للمرأة حرية اختيار الزوج ورغب في اختيار الصالح. قال صلى الله عليه وسلم «من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه» - أو كما قال - ان اختيار الزوج الصالح هي الركيزة الاولى لصلاح الاسرة المسلمة وكذلك في حق المرأة «اظفر بذات الدين تربت يداك». ان المرأة كالرجل في الانسانية قال تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} ويقول صلى الله عليه وسلم (انما النساء شقائق الرجال)ولكن اي حق حصلت عليه المطلقة في مجتمنا ان المرأة عندنا اصبحت تخاف شبح الطلاق، فما عليها الا ان تصبر على ظلم الزوج وجبروته حتى لاتضطر الى الصبر على ظلم الاهل والاخوة وحرمانهم لها من متع الحياة، اننا في مجتمع لايشبع من ظلم المطلقات وانني كواحدة من النساء اطالب جمعية حقوق الانسان بالدفاع عن حقوق المطلقة التي اصبحت في طي النسيان وحفط كرامتها وكامل حقها كزوجة وكأم بانية عماد المجتمع ان قضية المرأة قضية من حيث العدد واجمل مافي المجتمع من حيث العواطف اني مؤمنة بأن كرامة المرأة مرتبطة بحرية تفكيرها وحرية التعبير عن هذا التفكير ارجو من ابن المجتمع ان يسمع صوت المطلقة ويقبل تفكيرها وتوجيه هذا التفكير بدقة واخلاص. انني يخيفني ان اسكت عن حق واساير في الخطأ وانجرف مع التيار.