الذي دعاني لكتابة هذا المقال خبر استوقفني يوم أمس بإحدي الصحف مفاده بعد 4 أشهر من الزواج.. عروس تنتحر بالرصاص في جدة تركت رسالة تطلب من والدها السماح، ومن شقيقها أخذ حقها من زوجها الذي أذاقها أصناف من العذاب ، وكانت تعود إلي بيت والدها طالبه حمايته ، وكان بدوره يعيدها إلي زوجها بكل برود ويرفض هروبها وخروجها من بيتها ، يا سبحان الله إلي هذا الحد أصبحت البنت رخيصة ، ولا مشاعر ولا كرامة لها حتى تهان وتعاد إلى بيت العذاب ، والعنف ، والضرب ، وليس بيت الزوجية ، وماذا كانت النتيجة ...؟! في غياب العقل وانهزاميه التفكير تنهى حياتها بالإنتحار ..!! لمن ينادي بالقيادة والرئاسة للمرأة ، أقول لهم بالله كفاكم مهاترات ، أتتركون الاهتمام باللب ويكون شاغلكم القشور ..؟ يا من تنادون بحقوق تافهة مثل قيادة المرأة للسيارة ، وكشف الوجه ، والاختلاط ، والي غير ذلك من أمور نرفضها بمجتمعنا المحافظ ..! أينكم من حقوقنا الأصلية المسلوبة بهذا المجتمع مثل هذه الحالات ، وغيرها كثير من العنف الأسري ، وتسلط الأباء ، وظلم الأخوة ، و حرمان الفتاة من الزواج ، وعدم اختيار الزوج المناسب ، والغلاء الفاحش للمهور ، وأيضاً حرمان الفتاة من المهر المستحق لها ، وحالات الطلاق وظلم المجتمع للمرأة المطلقة التي باتت منتشرة وبشكل مخيف ، وأيضاً حالات النفقات بأشكالها المختلفة .. إني أتسأل أين مؤسسات الدولة الإجتماعية وحقوق الإنسان لمعالجة هذه القضايا الخطيرة بمجتمعنا السعودي ..؟ أين حقوقنا يا شعب جهل الحقوق ، أين هي حقوقنا يا سادة ، أو ليس من حقنا أن نطالب بحق المساواة في القيمة الإنسانية ، حقنا في طلب العلم ، حقنا في الوظائف ، حقنا في الحقوق والواجبات ، حقنا في اختيار الزوج والنظر إليه ، حقنا في المهر وملكيتنا له ، حقنا في النفقة الواجبة علي الزوج ، حقنا في الحضانة ، حقنا في الخلع ، حقنا في الميراث وغيرها كُثر .. وأنا كإمرأة سعودية أُجزم أن الكثير من نساء مجتمعنا السعودي لا يتمتعن بهذه الحقوق وان الأغلبية محرومات من أبسط الحقوق التي كفلها الإسلام وقد بينها وشرحها رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم في السنة النبوية المطهرة . أما آن لمجتمعنا أن ينصف المرأة ويعطيها كامل حقوقها فالمرأة نصف المجتمع متي ما وجدت الاهتمام والتقدير سيكون لها شأن كبير في التقدم والرقى فإذا صلح حال المرأة بأي مجتمع صلح حال الأمة الإسلامية . والله إنه لأمر مؤسف نساء يمتن بين أيدي أزواج ظالمين لا يقدرون مسؤولية الزواج .. أين حقوق المرأة عنهم كحال هذه الفتاة التي قضت إنتحاراً .. ؟ أين حقوق المرأة حين تلاقي ويلات العذاب والضرب من أفراد أسرتها ولا منقذ لها ..؟ أين حقوق المرأة في حين يفرق بينها وبين زوجها لعدم تكافؤ النسب .. ؟ أين حقوق المرأة حين تمنع من الزواج لأنها موظفة ويريد والدها أو أخوها الاستيلاء علي راتبها ..؟ أين حقوق المرأة حين تزوج قاصر بسبب تسلط ولي أمرها ..؟ أين حقوق المرأة في المواصلات الأمنه ..؟ أين حقوق المرأة التي تعاني من التحرش اللفظي والسلوكي ..؟ المرأة هي إنسان من لحم ودم ، لها نفس الأحاسيس وذات المشاعر المنغرسة في بني الإنسان ، ولكن حولها مجتمعنا إلي دمية يتلاعب بها أدم من جهة ، والأنظمة من جهة أُخري . ما أنشده حقيقة هو إنشاء جمعيات لحفظ حقوق المرأة وتفعيل هذه الحقوق من الجهات المختصة بالدولة ، وليس مجرد أسماء لجمعيات لا دور يذكر لها ، وأن تجد صدي كبير من الإعلام بتخصيص برامج هادفة تدعم حقوق المرأة بمجتمعنا السعودي ، وتدعو لنبذ عادات وتقاليد لصقت بالمرأة منذ آلاف السنين .. ريم الغامدي