مدخل: حياة وصحة البشر تحرسها قوة القوانين ومعاقبة المتهاونين. أما بعد: إقرأوا معي إن شئتم(المانشيت)الذي نشرته صحيفة مكة بتاريخ 30 أكتوبر الماضي 2014م: "الغذاء والدواء توصي بالتقيّد بفترات التحريم المحدد لكل مُبيد"..! المقصود بالمبيد هُنا تلك الكيماويات التي تُرش بها المنتجات الزراعية بغرض حمايتها من الآفات والديدان وغيرها. الدكتور علاء صلاح الدين كامل حسب الخبر وهو خبير المبيدات الذي شارك في ورشة العمل التي عقدت بالرياض تحت عنوان "مُتبقيات المبيدات.. حساب حدوده القصوى وتقييم مخاطرها" يقول: "لا فرصة للاستغناء عنها، لكن يجب استخدام المبيدات الأكثر أماناً"..! السؤال: من الذي يجب عليه استخدام المبيدات الأكثر أماناً؟ بل من هو المزارع المُكلف باختيار ورش المبيدات هل سيقرأ توصيات ورشتكم أو هل سمع أصلاً عنكم أقصد (هيئة الغذاء والدواء)؟ السؤال الآخر: من الذي سيراقب المُزارع ونوعية مبيداته وهو في الغالب لا علاقة لهُ بأرضنا ولا تهمه صحتنا أكثر من الدُريهمات التي سيأخذها ليحولها فوراً إلى البعيد هُناك حيث وطنه وأهله؟ السؤال الأكثر وضوحاً: يُطالب الدكتور علاء كامل باستخدام المبيدات الأكثر أماناً يعني أنه يوجد في الأسواق مبيدات ليست آمنة بل ربما سميتها قاتلة فمن الذي سمح باستيرادها وبيعها؟ مدير الإدارة التنفيذية للمبيدات في الهيئة العامة للغذاء والدواء كان أكثر (حنيّة) في قوله بأن هناك توجّهاً للهيئة لرفع مستوى الوعي لدى المختصين في مجال المبيدات..! أما قلت لكم سابقاً بأن مشجب الوعي والتوعية جاهزاً عند العجز والإخفاق؟ أيها السادة في الهيئة أنتم في مكاتبكم ومختبراتكم على الدائري الشمالي في العاصمة الرياض أما المزارع والحقول ففي (قلعة وادرين) وأطراف البلاد وعمق واحاتها فمن سيراقب من؟ وكيف؟ أوووه نسيت أحكي لكم عن العمالة السائبة أو حتى النظامية الذين يزرعون الورقيات والمنتجات الزراعية ذات الساق القصيرة في المستنقعات وعلى ضفاف جداول مياه الصرف الصحي فهل هؤلاء سيستمعون أيضاً لرسائلكم التوعوية؟ سأستبق ردكم بأنكم لستم جهة تنفيذية بل ربما تشريعيّة إن جاز التعبير لكنكم يا جماعة الخير أكيد تعرفون حكاية المثل القائل "من أمن العقوبة... إلخ" لمراسلة الكاتب: [email protected]