لا أنسى تلك الاجتماعات العجيبة الغريبة التي تعقد عربياً.. أي بحضور الأكثرية العربية.. تلك الاجتماعات كانت مليئة بالكثير من الخلافات وتعدّد المتاعب، وكان أكثر من يتعذّب بالملل هم الصحفيون الذين لم يجدوا في العديد مما يُقال في الخطب المتتابعة أي فكرة أو مجرد عبارة تسعى إلى تخليص العالم العربي من واقع توسّع خلافاته وتوسّع تدنّي قدراته.. المضحك أن رؤساء الدول كانوا يتتابعون في الخطابات دون الالتزام بأي حوار فكري أو التعامل مع حلول لتغيير واقع الضياع العربي.. المضحك جداً أن أي اجتماع ينتهي ولا وجود لأي رأي عربي مشترك.. نحن الآن في واقع عربي جديد.. أصبحنا أمام حقائق قوية يتوفر فيها ما يبرهن أن على العالم العربي أن يخرج من واقع الخلاف.. الآن.. طبعاً دولة الضيافة في الاجتماع التقليدي - أي ضيافة - لا علاقة لها بتعدّد سلبيات الحضور العربي لأن ما حدث هو ذات ما يحدث في معظم اجتماعات الجامعة العربية، حيث يبدو وكأن أهمية الحضور ليست إلا بتقديم مقالة تأتي من كل رئيس دولة دون اهتمام بوضع عام.. أي أن المقالة لا تأتي في موضوعها من دولة بقدر ما هي تأتي من فرد يقولها.. وخذ هذا الواقع مع مواقف عبدالناصر، ثم مع القذافي الذي كان يبتعد عن الحضور في وقت بداية وجودهم ثم يصل كآخر رئيس بعد أن يعبّر الجالسون عن قسوة الملل.. لا شيء أكثر من ذلك.. أستطيع القول إن عينات ما حدث - والتي تتكرر في كل دولة عربية وتنتهي كاحتفال في مناسبة حضور فقط في أي عاصمة عربية - هي واقع المتاهات العربية.. تُرى كيف ستحتفظ دول الخليج بواقع التقدم الذي قفزت به نحو منطلقات توجّهات إلى تعدّد ما يمكن أن يكون العالم الخليجي قد وصل إلى ما يريده.. وهو واقعي ومنطقي.. بما هو يمتلئ بحقائق الموضوعيات وتعدّد إيجابيات التطور.. لقد قضى العالم العربي أعواماً طويلة وهو في اتجاهات الضياع وتنوّع الخلافات.. خليجنا لم يذهب إلى تلك الاتجاهات.. ولدى كل عضوية قدرات تنوّع عالمية مما عجز العالم العربي أن يصل إليه.. نقول أيضاً مرحباً بتواجد سرعة الانطلاقات.. لمراسلة الكاتب: [email protected]