التليف الكيسي هو مرض وراثي ويعرف أيضاً باللزاج المخاطي. تفرز الغدد المخاطية عند الإصابة به إفرازات غليظة لزجة غير طبيعية، كما تفرز الغدد العرقية عرقاً مالحاً غير طبيعي. وتصاب الرئتان والجهاز الهضمي بتلف، يزداد يوماً بعد يوم. وبما أن هذا المرض غير معروف في قارة أفريقيا فإنه يكاد يكون محصوراً في الأسر التي تنتمي إلى أصول أوروبية أو شرق أوسطية. لقد حدد الباحثون في عام 1989م المورث أو الجين الشاذ الذي يسبب التليف الكيسي، ويوجد هذا المورث على الكروموزوم الموجودة في خلايا الإنسان. ويكون الشخص الذي لديه كروموزومان من كروموزومات التليف الكيسي على هذا الزوج مصاباً بالمرض. ويسمى الذين يحملون مورثة طبيعية ومورثة من مورثات التليف الكيسي حاملي المرض ولا يكونون مصابين بالمرض. واحتمال وراثة طفل أبواه حاملان للمرض هي واحد في كل أربع حالات. يفقد المصابون بهذا المرض وزنهم ويعانون من السعال المستمر، وخمجات الصدر. ويصاب قرابة 10٪ من الأطفال حديثي الولادة، المصابين بالمرض بانسداد يسمى العلوص العقي يتطلب جراحة عاجلة. ويستطيع الأطباء تشخيص المرض باختبار العرق الذي يختبر الملح الزائد في العرق. يعاني المصابون بالتليف الكيسي من سوء التغدية لأن المادة المخاطية تسد قناة البنكرياس مما يمنع الإنسان الطبيعي للخمائر (الأنزيمات) الهاضمة، التي تعمل على تفتيت الطعام داخل الأمعاء. كما تسد منافذ الهواء في الرئتين وتصبحان عرضة للعدوى السريعة. لقد كان ضحايا مرض التليف الكيسي فيما مضى يموتون في طفولتهم. أما اليوم فإن فرصة البقاء على قيد الحياة حتى سن البلوغ تصل إلى 75٪ وتهدف وسائل العلاج الحديثة إلى جعل منافذ الهواء في الرئتين نظيفة قدر الإمكان، باستخدام وسائل العلاج الطبيعي. ويمكن اتخاذ إجراءات وقائية ضد خمجات الصدر، أو علاجها، للتقليل من الضرر الذي يصيب الرئة. وأصبح بالإمكان منذ ثمانينات القرن العشرين زراعة القلب والرئة لبعض الأطفال الكبار، والشباب البالغين، المصابة رئاتهم بضرر بالغ. علاج التليف الكيسي: ينقسم علاج التليف الكيسي إلى ثلاثة أقسام هي: أولاً: العلاج بالأدوية الصيدلانية: تستخدم المضادات الحيوية للسيطرة على أعراض التليف الكيسي حيث تستخدم هذه العقاقير لمقاومة العدوى التي يكون مرضى التليف الكيسي أكثر عرضة لها خاصة ميكروب Psendomonas aerogenose. تنجذب للمخاط اللزج في الرئة. يوجد منتج يحتوي على خليط من الأنزيمات الهاضمة التي توصف للمصابين بالتليف الكيسي وأمراض البنكرياس الأخرى ويسمى Pancrelipas ( Vio Kase ). كثير من الناس يتناولون مضادات الالتهابات مثل Ibuprofen ( أدفيل ) Nuprin أو Naproxin. هناك أدوية أخرى مثل العقار أميلوريد الذي يستخدم كعلاج مساعد مع بعض مدرات البول، يقال انه يخفف إفرازات الرئة عن طريق إبطال التقاط الصوديوم بواسطة خلايا الرئة. ثانياً: الأدوية العشبية: يوجد عدد من الأدوية العشبية من أهمها ما يلي: 1 الأخيلية ذات الألف ورقة Yarrow: الأخيلية عبارة عن عشبة منتصبة معمرة يصل ارتفاعها إلى متر تقريباً. تعرف علمياً باسم Achillea millefolium. الجزء المستخدم منها جميع الأجزاء الهوائية التي تحتوي على زيت طيار (لينالول، كافور، سابينين، كامازولين). كما تحتوي على لاكتونات التربينات الأحادية النصفية وفلافونيات وقلويدات (أخلين) ومتعددات الإسيتيلين، تربينات ثلاثية، حمض الساليسيليك وكومارينات وحموض العفص. تستخدم مضادة للتشنج وتزيد التعرق وقابضة وتخفض ضغط الدم وتخفض الحمى مدرة للبول، توقف النزيف الداخلي، وتحض على الحيض ومضادة للالتهابات. تستعمل بمعدل ملء ملعقة صغيرة تضاف لملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 10 دقائق ثم تصفى وتشرب بمعدل مرتين في اليوم وذلك لتقليص التليف الكيسي. 2 الزنجبيل Ginger: الزنجبيل نبات معمر له جذامير منتفخة تكون تحت سطح الأرض وقد تحدثنا عنه في عدد من الأمراض. يستخدم الزنجبيل على هيئة مغلي حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة توضع على ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة عشر دقائق ثم يشرب بمعدل ثلاث مرات يومياً. يوجد مستحضر مقنن يباع في محلات الأغذية الصحية يؤخذ بمعدل كبسولتين ثلاث مرات في اليوم. 3 حشيشة القنفذ Echinacea: سبق الحديث عن حشيشة القنفذ في أمراض عديدة. يوجد مستحضر مقنن من حشيشة القنفذ يباع في محلات الأغذية الصحية وفي الصيدليات يؤخذ بمعدل كبسولة صباحاً وكبسولة مساء وحشيشة القنفذ من النباتات المشهورة على مستوى العالم. 4 Clear Lungs: هذا المستحضر مركب من عدة أعشاب صينية وقد أنتجته شركة Natural Alternatives وينصح الأطباء بشدة باستعمال هذه الوصفة للتليف الكيسي. 5 البرسيم الحجازي Alfalfa: ويعرف أيضاً باسم الفصفصة والجزء المستخدم منه الأغصان الطرية وكذلك البذور المنبتة. لقد تحدثنا عنه في أمراض عديدة. حيث إنه يحتوي على فيتامين ك وبعض المعادن الأخرى التي تكون ناقصة عادة في مرض التليف الكيسي نتيجة مشاكل الامتصاص. كما أن البرسيم الحجازي غني ومصدر جيد للكلورفيل. ثالثاً: المكملات الغذائية: 1 الأنزيمات المحللة للبروتينات: هذه الأنزيمات تساعد في السيطرة على العدوى وتساعد في الهضم وتقلل من الإفراز المخاطي في الرئة. تؤخذ حسب التعليمات المدونة على عبوة المستحضر. 2 فيتامين ب12: يستخدم من أجل هضم جيد وامتصاص الطعام ومنها الحديد. يجب استخدام أقراص الاستحلاب تحت اللسان أو بخاخ. مقدار الجرعة 1000 ميكروجرام 3 مرات يومياً. 3 مستحلب فيتامين ه: مضاد ضروري لالتئام الأنسجة. ينصح باستخدام مستحلب حيث يعطي امتصاصا أفضل وأماناً أكبر مع الجرعات الكبيرة. الجرعة ما بين 400-1000 وحدة دولية يومياً ولكن ابدأ ب 100-200 وحدة دولها ثم زدها ببطء إلى 400-1000 وحدة دولية يومياً. 4 فيتامين د: هذا الفيتامين يساعد على حماية الرئة. يؤخذ بمقدار 400 وحدة دولية يومياً. 5 النحاس والسيلينوم: وجد أن هناك صلة بين انخفاض هذين المعدنين ومرض التليف الكيسي. يؤخذ النحاس بمعدل 3 مجم يومياً والسيلينوم بمقدار 200 ميكروجرام يومياً ويؤخذان معاً في وقت واحد. تعليمات يجب اتباعها: 1 اجعل من غذائك أطعمة غنية بالجرمانيوم مثل الثوم وفطر عيش الغراب من نوع الشيتاك والبصل حيث ان الجرمانيوم يساعد في تحسين إمداد الخلايا بالأكسجين. 2 لا تتناول الأطعمة التي تزيد إفراز الغشاء المخاطي. الأغذية المطبوخة والمعلبة تزيد تكوين المخاط وبالتالي تضيع طاقة الجسم. لا تأكل منتجات حيوانية، ومنتجات الألبان والطعام المعلب والسكر وكذلك منتجات الدقيق الأبيض. 3 إذا لم يكن هناك مفر من تناول المضادات الحيوية فيجب تناول الأسيدوفيلس لتعويض البكتريا الصديقة أو النافعة. 4 اشرب كمية كبيرة من السوائل وفي الجو الحار زد تناولك للملح. 5 تأكد أنك تتناول بروتينات وسعرات حرارية ومغذيات أخرى بصورة مناسبة. المصابون بالتليف الكيسي يحتاجون 50٪ زيادة عن الطبيعي من المغذيات. خذ مكملات للامداد بالأنزيمات والفيتامينات والمعادن المطلوبة. 6 تناول غذاء يتكون من 75٪ منه خضروات وفواكه نيئة. حشيشة القنفذ