الأمن الفكري مسؤولية عامة ومحاربة الإرهاب الذي لا وطن له ولا موطناً يقع بمنأى عن ارتداداته الخطيرة، كل هذا وذاك مطلب كان لابد من إدراك أبعاده كما أدركته القيادة السعودية ويأباه الشعب السعودي بعامة، كما تستنكره القيادات والشعوب المحبة للسلام والوئام، لكن الملامسة الجادة لمحاربة ذلك من البعض كانت متأخرة قياساً بالخطوات الاستباقية من قيادات المملكة العربية السعودية على عدد من المستويات المبكرة، نذكر منها تلك الخطوات الحكيمة والمعتدلة من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وكذا الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لمنطقة عسير ثم أميراً لمنطقة مكةالمكرمة وكان له السبق في تسليط الضوء على بعض المناشط التي يُخشى منها الغلو والتطرف، مما كان له الاثر في وضع ذلك تحت المجهر، لإفراز الغث من السمين ومساعدة الشباب على التثبت من مصادرهم لسلامة الفكر وأمن المجتمع ثم انبرى على المستوى الداخلي وزير الداخلية الحالي منذ أن كان مساعداً لأبيه فنعم العضد والساعد، أما على مستوى الإقليم والعالم فقد كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسنده سلمان الوفاء، دور الريادة المدعوم بالمباركة الدولية، مما كشف النقاب عن كثير من أوجه الزيف والتستر تحت عباءات مضللة للحقائق، وما المركز الدولي لمكافحة الأرهاب وأهله الذي اقترحته القيادة السعودية منذ عام 2005م وانفقت من أجل حماية العالم من ذلك الغزو الكثير ولازالت مستعدة من أجل ذلك بما لم تستكثره يوما ما لحماية المجتمع بأسره لعمق إيمانها ومسؤولياتها تجاه الشعوب المستهدفة أياً كانت ومن أجل أمن وأمان الإنسانية جمعاء كأنموذج يحتذى في احترام البشرية ثم إن مما يبعث على مزيد من الاطمئنان على مستقبل الانجال ما يُلمَس من سيرة ومسيرة أحفاد المؤسس ممن يتعاقبون في تسنم المناصب الهامة بكل كفاءة واقتدار كخير مضاف للرعيل الأول من تلك الشهب المتوهجة التي من دفعاتها المتألقة الأمراء (خالد بن بندر، وفيصل بن خالد، وسعود بن نايف، وفيصل بن سلمان، ومشعل بن عبدالله، ومحمد بن سلمان) وما أمير قصر الحكم الجديد تركي بن عبدالله ذي الهمة إلا شاهداً ماثلاً لاقتفائهم درب المؤسس والملوك من عقبهم المبارك وعندما نستعرض ونستذكر ذلك كله فإنما لمزيد من اليقظة وحسن الظن بالاخر ممن منحهم الله فكراً وحساً ومسؤولية جعلت منهم السبق لكشف التطرف ومحاربة أهله فليفق النوام ويخسأ المرجفون وليعتدل البعض من الدعاة الذين يلعبون على الحبلين ويكيلون بمكيالين مزدوجين بين حديث المنابر وهمز المجالس والدروس الخصوصية. والشكر لله ثم للقيادة والشعب السعودي الذي لا تنطلي عليه الألاعيب. * محافظ الخرج