فهيد بن عبدالله الخرينق الرشيدي، عاش عيشة الحل والترحال مع قبيلته في بادية نجد، وكان شاعراً مكثراً وكان عامة شعره في حلّ قبيلته وترحالها وذكر منازلها في عالية نجد، وقد أكثر في شعره من ذكر الديار والأعلام التي كانوا يتنقلون فيها وله ولع وشدة التصاق ببيئته الجغرافية والاجتماعية إلى أن تقدمت به السن وألمت به حاجة فانتقل على إثرها إلى مدينة الكويت وقضى بقية حياته في الكويت وتوفي حوالي سنة (1342ه)، ومن شعره: ياهل الركايب ريّضوا علّموني أسألكم بالله سيالة بنى.. ما شفتم اللي تشتهيهم عيوني والا الدبش ما حل عندي ولا قام قالوا تراهم في العذا ينزلوني ان كان للديرة فطين وفهّام يا دارهم علك صدوق المزوني مسحّن ملحّن تالي الليل زهام امطر على حسله وهاك الركوني ويزّى العسيب وبير ضواي وحزام طرقية دورين ما يرحلوني من القياسر جا كسير من الشام لزمن يجيك من الدعيكة ضعوني تبي الجرير ونبت عشبة اليا قام ولعلهم من دارهم يطردوني يطردهم الباشه بشقران الاروام وهج الهجيج وزرفلن الظّعوني ومع القصب حاله معاصير وكتام وراحت على اللي يلبسون الزبوني صياح وصباح وضرب بندق ودمام حتى انهم من عند خزة يجوني يجون للصمان مرباعنا العام مد يدهم من عندنا يسرحوني اقفايهم وقبالهم تسعة ايام وتبضعوا من كل ما يشتهوني من القهاوى وابيض الرز والخام وتمر يجيبنه اطوال المتوني كنه يساقا في المواعين بيدام التعليق: تحدث الشاعر في قصيدته عن بعض المواضع التي كانت مراتع لقبيلته في عالية نجد الشمالية وتمنى أن ينزل الله عليها المطر لتتوفر لهم مراعيها فيستقروا فيها ثم تمنّى بعاطفته وشوقه إلى قبيلته أن يغير عليهم أحد الباشوات الذين كانوا في الحجاز وأن يطردهم من هذه البلاد لينحدروا إلى أسفل بلاد نجد، فيصلون إلى الصمّان شرق الدهناء ليقربوا إليه ومن المدن التي يمتارون منها فيشترون ما يريدون، ثم تمنّى لهم النصر على من أغار عليهم، وأجاد الوصف لهذه التحركات والأحداث - وهذه القصيدة من القصائد التي قالها وهو في الكويت متشوقاً إلى قبيلته وإلى منازلها. وقد برزت في قصيدته كلمات من لهجة قبيلته تميّز هويته بين القبائل العربية، من هذه الكلمات (سيالة) أي مسألة. (ما شفتم) أي ما شفتو، أي رأيتم وغيرها من الكلمات، ومن المواضع التي ذكرها: ٭ حسلة: وهي هضبة حمراء تقع غرباً من جبال شعب العسيبيات غرباً من مدينة عفيف في أعلى وادي الجرير. ٭ العسيب: والمقصود به جبال شعب العسيبيّات الواقع في غرب أعلى الجرير غرباً من بلدة عفيف. ٭ القياسر: هي جبال سلاسل سود يقع جنوبا غربيا من هجرة ثرب في بلاد مطير بنى عبدالله في أعلى عالية نجد مما يلي الحجاز. ٭ الدعيكة: واد يقع غرب عفيف على بعد ثمانين كيلاً. ٭ الجرير: واد مشهور يقع أعلاه غرب مدينة عفيف على بعد ثمانين كيلاً. ٭ خزة: هضبة تقع في شرق جبل طويق معروفة شمال الرياض. ٭ الصمّان: بلاد واسعة مشهورة تحفّ برمل الدهناء من الشرق. هذه هي المواضع التي ذكرها في هذه القصيدة. وفي قصيدة أخرى ذكر مواضع من بلادهم وتمنى عليها نزول الغيث وهو في الكويت فقال: يزّى من البرّة اليا أقصى المكاحيل وما ريّعت سفوة لعبلة سحيله ويزى ضليعات سواة أسود النيل يا ما و سمنا يمهم من جليله