مريم الصيفي صدر لها في مجال الكتابة الشعرية عدة أعمال أبرزها «انتظار». و«عناقيد في سلال الضوء»، و«صلاة السنابل» وغيرها من الاعمال، الصيفي تقول: في رمضان لا بد أن أختم القرآن قدر استطاعتي، وقد أقرأ أحياناً في كتب السيرة، وكتب التفسير والكتب التي تتناول الإعجاز القرآني، هذا إلى جانب القراءات اليومية المعتادة، وتؤكد ان رمضان يذكرها بمآسي الأمة وفرقتها، وبعدها عن اصالتها، وعدم إدراكها بأنها خير أمة أخرجت للناس ومعها كان هذا الحوار: ذكريات متنوعة يحلو لمريم الصيفي في هذا اللقاء ان تتحدث عن ذكريات رمضان فتقول: كم يحلو لي أن أتحدث عن رمضان زمان من واقع التجارب التي مررت بها صغيرة وكبيرة، وأول ما يتبادر إلى الذهن من ذكريات رمضان «مدفع رمضان» ولي معه حكاية، كنت أسكن مع أهلي في جبل الجوفة منذ هجرتنا من فلسطين عام 1948 وبيتنا في الجوفة يقابل جبل القلعة الذي كانت تطلق منه مدافع رمضان، وكنت انا وأخوتي الصغار وأبناء وبنات الجيران قبل الافطار نبني حجارة ونضع بينها التراب، نبنيها فوق بعضها البعض لتشكل ما يشبه المئذنة الصغيرة، ونراقب الشخص الذي يضرب المدفع، وحينما يشعل القنديل ويهرب نرمي حجراً كبيراً على البناء الحجري الذي رفعناه فيتناثر التراب ويرتفع صوت ارتطام الحجارة فندخل البيت بعد ان ضربنا مدفع الإفطار وتستمر هذه اللعبة مساء كل يوم. رمضان الحر وأضافت الصيفي : في أيام رمضان الصيفية الحارة في الخمسينيات لم تكن لدينا ثلاجة كحال الغالبية العظمى من الناس آنذاك ... ولم يكن عندنا حنفية في البيت ... وكنا ننزل إلى النبعة الواقعة في وسط البلد «سبيل الحوريات» حيث ننزل درج الخلايلة ونملأ الماء البارد من النبع ونعود لنضعه في الشربة وفي الزير الفخار، وكنت أرافق أمي رحمها الله في هذه الرحلة اليومية وأحمل ابريقاً صغيراً من الفخار لأملأه بالماء البارد . الغرفة الوحيدة وقالت عن ذكريات السحور : من الذكريات العالقة في الذهن في ليالي رمضان، ذكريات السحور حيث كانت الغرفة الوحيدة التي نعيش فيها هي غرفة النوم، واستقبال الضيوف وهي المطبخ أيضاً، ولكن لم يكن هناك غاز، فكانت أمي تصحو وقت السحور وتشعل بابور الكاز وتقلى البطاطا والبندورة، أو تسخن ما تبقى من طبيخ الإفطار، حيث لا ثلاجة لحفظ الطعام، ومن الأصوات الجميلة التي نسمعها وقت السحور صوت المسحر : «يا نايم وحد الدايم»، ويحلو صوت الراديو الكبير أبو البطارية الجافة حيث يرتفع منه صوت التسابيح والابتهالات والموشحات الدينية، ولم يكن التلفاز قد عرف في تلك الأيام . . شريط لا ينتهي وتحدثت الصيفي عن مجمل ذكرياتها في رمضان : بين كل تلك الذكريات تمر أشرطة متنوعة من صور وأحداث وشخوص ومواقف وأخبار، وترسخ في الذهن صور الاهل في فلسطين بكل معاناتهم والاحداث المريرة التي تمر بهم، وما يحيق بهم من أخطار التشرد والقمع والمرارة تقتيلاً وتجويعاً وتفريقاً وقضاء الكثير من الاسر ليالي رمضانية طويلة في العراء بعد هدم بيوتهم وتجريف أراضيهم، وكم من الغارات شنت عليهم وقت الإفطار، أو وقت السحور . القرآن الكريم وقالت عن كتابها المفضل في رمضان : كتابي المفضل في هذا الشهر الفضيل هو القرآن الكريم الذي أحاول قراءته بتدبر وتمعن لكل ما فيه من إعجاز وبيان، وأحس أنني كلما قرأته بتعمق وتدبر أزددت إيماناً وإعجاباً بهذا الإبداع الإلهي في شموليته وإحاطته بكل شيء كما أحس براحة نفسية عظيمة عند قراءته ويذكرني بوالدي رحمه الله حيث كنت أسمعه وخاصة في طفولتي وهو يرتل القرآن بصوت رخيم جميل، وكم كان يسعدني سماع القرآن من عبد الباسط عبد الصمد، فأحس عند سماعه بقربي من الله سبحانه وتعالى . ختم القرآن ونوهت لاختلاف القراءة في رمضان : تختلف القراءات تلقائياً، وأجد نفسي في رمضان متجهة إلى قراءة القرآن الكريم، وكما اعتدت كل عام من هذا الشهر، فلا بد أن أختم القرآن قدر استطاعتي، وقد أقرأ أحياناً في كتب السيرة، وكتب التفسير والكتب التي تتناول الإعجاز القرآني، هذا إلى جانب القراءات اليومية المعتادة، وأحاول قدر الاستطاعة توفير الوقت حيث ان الكثير من الوقت يقضى في التزاور مع الأهل والأقارب والأصدقاء، وبعضه يقضى في مشاهدة التلفاز، والبعض في حضور بعض الفعاليات الثقافية الرمضانية. صلاة السنابل وقالت حول جديدها على صعيد الابداع : ما دام المبدع يعيش فلا بد أن يظل الإبداع حياً متجدداً، لأنه يعبر عن مسيرة الحياة ونبضها المتدفق، ويعبر عن تأثيرنا بالبيئة التي نعيش فيها، وتأثير هذه البيئة فينا، إننا نعيش في زمن المطارق، وما أشد الطرق، وما أقساه . وأضافت : أما جديدي على مستوى الإصدارات فقد صدر لي مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان «صلاة السنابل»، صدرت هذه المجموعة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وهناك مجموعتان شعريتان مخطوطتان الاولى بعنوان «جرحان في الكف»، والثانية بعنوان «أغان للحزن والفرح»، آمل أن تريا النور قريباً .