ينظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني "اللقاء الثاني" من لقاءات الحوار الوطني العاشر لمواجهة ظاهرة التطرف، في مدينة سكاكا بمنطقة الجوف اليوم الأحد 16 محرم بمشاركة عدد من العلماء والمثقفين والمثقفات الذين سيناقشون آثار الظاهرة وتشخيصها وسبل علاجها. ويأتي اللقاء استكمالا للقاءات التي أقرها مجلس أمناء المركز والتي ستشمل جميع مناطق المملكة، وبعد أن اختتم المركز اللقاء الأول في مدينة عرعر الخميس الماضي. وأوضح فيصل بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمين العام للمركز، أن اللقاء سيشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين والمثقفات للحوار حول موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، وتشخيص واقعه وسبل الوقاية منه، مؤكدا على أهمية اللقاء في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة من تنامٍ للفكر المتشدد وسجالات فكرية ودعوات مشبوهة للمساس بالثوابت الشرعية والوطنية، وذلك لوضع المفكرين والمثقفين وجميع المؤسسات التعليمية والتربوية والعلماء أمام مسؤولياتهم للمشاركة في الحد من تداعيات مثل هذه الأفكار، والتي قد تهدد وحدتنا الوطنية، في حال تمددها وتغلغلها في المجتمع. وأشار ابن معمر إلى أن الوحدة الوطنية ومواجهة كل ما يمكن أن يؤثر فيها هو من الأهداف السامية للمركز منذ تأسيسه، وأن المركز لن يألو جهداً في المساهمة في مواجهة هذه المشكلة، وكذلك إتاحة المناخ الملائم للحوار حول القضايا التي تهم المجتمع بجميع أطيافه، لتعزيز المشاركة المجتمعية للحيلولة دون أن يجد المتربصون بوحدتنا الوطنية والاستقرار فرصة لهم في نشر مثل هذه الأفكار. ابن معمر: تغلغل الفكر المتشدد يهدد وحدة الوطن والحوار يقطع الطريق على المتربصين من جهته أوضح عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ محمد بن صالح الدحيم أن اللقاءات الوطنية التي يقيمها المركز تنبع من حاجة وطنية عامة لمناقشة القضايا الاجتماعية والعلمية والثقافية، والمسائل التي تعترض سبل النهوض والتطور في بلادنا وتهدد مستقبلنا ووحدتنا. وأكد على أن هذه اللقاءات التي أقرها مجلس الأمناء هي أحد الجهود التي يبذلها المركز للمشاركة بواجباته الوطنية لتعزيز عوامل الوحدة الوطنية وترسيخها بين أفراد المجتمع، وأن المحاور التي سيتم مناقشتها في تلك اللقاءات من شأنها أن تساهم في تشخيص واقع مشكلة الغلو والتطرف وسبل حماية المجتمع من مخاطر الغلو والتطرف. وأضاف أن رسالة المركز وإستراتيجيته في نشر ثقافة الحوار والاختلاف البناء وقيم التسامح هي الصورة التي نلتقي عندها جميعا ونتمسك بقيمها المثلى البينة، وأن المسؤولية مشتركة بين جميع الجهات لإبراز هذه القيم وذلك تحقيقا للمصلحة الوطنية بوجه عام. كما أكد عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور منصور الحازمي على أن طرح المركز لموضوع الغلو والتطرف على طاولة الحوار جاء من كونه يمثل أحد أهم الموضوعات التي أصبحت تهدد قيم المجتمع وثوابته، وأن المركز يسعى لأن يدير حواراً موضوعياً بين أبناء المجتمع ومن مختلف الأطياف، حيث إن هذه اللقاءات أثبتت نجاحها في قراءة الأفكار والرؤى التي تهم الصالح العام. وأعربت الدكتورة نوال العيد، عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار عن أملها في أن يساهم هذا اللقاء الحواري من خلال الأفكار والمداخلات التي سيطرحها المشاركون والمشاركات في تحقيق تطلعات الجميع نحو تحصين المجتمع من دعاة الغلو ووأد الأفكار المتشددة والمتطرفة التي تتعارض مع ثوابت الدين والوطن. وأن يساهم لقاء سكاكا وبقية اللقاءات الوطنية الأخرى في بناء رؤية وطنية تشارك في صياغتها جميع الأطياف الفكرية حول هذا الموضوع الحيوي والهام وتحقيق ما نصبو إليه من تكاتف وتلاحم بين جميع أطياف المجتمع لحماية وصيانة وحدتنا الوطنية.