لا تزال الفتنة تحاول غرس أنيابها في جسد هذه البلاد مهددة أمنها واستقرارها ومحاولة زرع الخوف والهلع بين فئات أبنائها. الأسبوع الماضي شهد لوناً جديداً من محاولات الفئة الضالة مد رقعة الإرهاب وزرع فتيل آخر من فتائل الفتنة الطائفية حينما اختار هؤلاء مجموعة من أهالي قرية (الدالوة) في محافظة الأحساء وأطلقوا النار على عدد من أبنائها فوقع منهم قتلى وجرحى. اختيار هذه الفئة بعينها لإطلاق النار عليها كان وراءه هدف واضح وهو إشعال فتنة طائفية تتجاوز في حدودها واستراتيجيتها أمن الوطن إلى زرع الكراهية وفتح الباب أمام عمليات رد فعل وانتقام قد يذهب ضحيته مواطنون مسالمون أو رجال أمن صامدون، ولكن بحمد الله تم وأد الفتنة في مهدها والقبض على الجناة في وقت قصير على الرغم من بعد المسافات التي وصل إليها هؤلاء الجناة في مناطق أخرى من المملكة. البلسم الشافي كان في التعامل على المستوى الرسمي مع هذه الجريمة والذي تمثل في قيام سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف برحلة مكوكية زار خلالها قرية (الدالوة) وقدم واجب العزاء والمواساة في جمع حضره عدد من الشخصيات وأقرباء الضحايا. قدّم سموه التعزية والمواساة، وأكد أن المجرمين لا بد وأن يلقوا جزاءهم، وأن المملكة لا تفرق في اهتمامها وواجباتها بين فئة وأخرى. إنها مسؤولية الأمانة والرعاية. أقرباء الضحايا ومشايخهم ترجموا في عبارات صادقة مدى شكرهم وتقديرهم للقيادة على الاهتمام، مقدرين في الوقت نفسه أجهزة الأمن على سرعة تحركها وشجاعتها التي تمثلت في القبض على الجناة في وقت قياسي. ما حدث في (الدالوة) امتدت آثاره إلى القصيم وشقراء وتم متابعة الجناة الذين حاولوا الاندساس في جحورهم ولكن عيون الأمن ورجاله كانت لهم بالمرصاد وتمت المداهمة والسيطرة الكاملة وسقط بعض رجال الأمن شهداء وهم من نذر نفسه للدفاع عن الوطن بكل ما يملكون. هؤلاء الشهداء لم تغفل عنهم القيادة وكان لهم نصيب من جولة سمو الأمير محمد بن نايف المكوكية حيث قدم سموه التعازي لأسر الشهداء واحتضن أبناءهم في لقطات إنسانية تناقلتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ولقيت كل الارتياح والفخر والتأكيد بأن هذه سياستنا التي لا تقبل العدوان وقتل النفس البريئة، وتقف مع كل من دافع عن المملكة وساهم في حماية أرضها وشعبها. حربنا مع الإرهاب، كما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ستكون طويلة ولكنها قوية وشرسة وتسعى إلى القيام بكل أنواع الدحر والتصدي للفئة الضالة، وعلينا مجتمعين أيضاً أن نغلق كل منفذ في الفكر والتصرف الضال الذي يمكن أن يؤدي إلى أحداث مأساوية كما حدث في محافظة الأحساء. وطننا سنحميه، وإن لم يكن فلا نستحق العيش فيه.