بين عدد من أهالي الأحساء ومثقفيها أن الحادث الإجرامي الذي وقع في قرية الدالوة يوم الاثنين الماضي زاد التماسك الاجتماعي للشعب السعودي والتفافهم حول القيادة، معتبرين أن عدم الوعي وبث الفتة قادت هذه الفئة الضالة للقيام بأعمالها التخريبية، مؤكدين أن أبناء المملكة سيكونون كالجسد الواحد ولن يسمحوا لهم بالتخريب وزعزعة الأمن. وقال راضي الجران: «في البداية نعزي ذوي الشهداء من أبناء قرية الدالوة وشهداء الواجب من رجال الأمن ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين وندين هذا العمل الإجرامي الجبان الذي استهدف أمن هذا الوطن وحاول النيل من وحدته ولا شك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية والمسؤولين لذوي الضحايا والمصابين لها الأثر الطيب في نفوسهم، ونشيد بسرعة القبض على الجناة من قبل الجهات الأمنية وكذلك بيان هيئة كبار العلماء وردود الأفعال الإيجابية من كل شرائح المجتمع السعودي في الأحساء أو جميع مناطق المملكة وهو ما يدل على أن المملكة جسد واحد». عدم وعي بدوره أكد شاكر العليو أن ما حدث أمر شنيع لا يمت للإنسانية بصلة، فالعقل المفكر يدرك أن مثل هذه العمليات لا تصدر إلا من أناس لا يملكون الوعي ولا التفكير الصائب والرأي السديد، مضيفا «في الحقيقة أن ما حصل أحزننا جميعا وأثر في قلوبنا وله وقع مؤسف في صدورنا، رحم الله من فارقنا وألهم ذويهم بالصبر والسلوان، والأحسائيون أخوة مترابطون متلاحمون بعيدون كل البعد عن الطائفية ولعل مشاهد ما بعد الحادث الإجرامي أكبر دليل على ذلك وأشكر جميع إخواننا العامة على وقفتهم الجلية ومشاعرهم الطيبة نحو ما حدث وأسأل المولى عز وجل أن يحفظ أبناءنا ويمن علينا بنعمة الأمن والأمان». فئة ضالة وفي ذات السياق، قال حسين المعيوف إن ما حدث بقريته «الدالوة» أحزنه جدا لأن الضحايا هم أهله، مؤكدا أن من قام بهذا الإجرام فئة ضالة ذات عقول معاقة هدفها بث الفتنة بين أبناء الوطن وهذا لن يتحقق لهم بوعي أبناء الوطن الشرفاء. كما أكد المهندس عبدالله الشايب أن الحادث الإجرامي الإرهابي الذي وقع بالدالوة بالأحساء هو جرح الوطن الذي نزف الدماء الزكية البريئة، معزيا القيادة الرشيدة وذوي الضحايا، ومثمنا الجهد الأمني الكبير لملاحقة المجرمين، كما أبدى ثقته في أن العدالة ستأخذ مجراها لمقاضاة المجرمين وعقابهم. ولفت إلى أن أبناء الأحساء مثال للسلم الأهلي مجسرين كل الآلام من أجل الوحدة ملتزمين بالتسامح وبوجود أطياف التعددية جنبا إلى جنب، مضيفا «مواساة سمو وزير الداخلية لأهالي الشهداء وزيارته لهم غير مستغربة لأنه اعتاد على التواصل مع كل أبناء الوطن في كل المناسبات، ومن هنا نعزي أهالي الدالوة في الضحايا ونسأل الله لهم الجنة». عمل جبان من جهته، اعتبر محمد البحراني أن ما فعلته هذه الفئة الضالة عمل إجرامي جبان وإرهابي استهدف اللحمة الوطنية والسلم الأهلي الذي تنعم به منطقة الأحساء منذ آلاف السنين، مشيرا إلى أن هذا الفكر المقيت لا يستهدف طائفة دون أخرى وعلى الشعب بكل طوائفة وتوجهاته الفكرية أن يكونوا في خندق واحد ضد هذا المنهج الذي لا يخدم إلا الأعداء ويستهدف الأمة قاطبة دون تمييز بل يستهدف الإنسانية، مؤكدا أن الأمن يأتي بالتكاتف والانسجام والتعايش وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه النيل من هذا الوطن الغالي. الوقوف يدا واحدة إلى ذلك، أشار صالح العبدالهادي البقشي إلى أن أهل الأحساء سيظلون متحابين متعايشين متعاونين على الخير محافظين على وحدته ونمائه ولن يسمحوا لأي كائن من كان أن يدق إسفين التفرقة والتمزق، بل سيزدادون إيمانا بوحدته وسيكونون يدا واحدة ضد من يريد ضرب وحدته وتمزيق صفه. وأضاف «نوصل رسالة إلى كل من تسول له نفسه العبث بالوطن وتفريق أهله بأنه سيخسر ولن يحصل على مطلوبه، بل سيزداد بلدنا وحدة وألفة كما كان آباؤنا وأجدادنا وعلينا فقط الثقة بالنفس وأخذ الحيطة والحذر وعدم إعطاء الفرصة للمخربين». كما يرى حسين الحاجي أن العمل الجبان الذي تعرضت له قريتهم الدالوة يحمل في طياته نوايا خبيثة لزعزعة السلم الأهلي الذي تعيشه الأحساء الحبيبة منذ مئات السنين، مشيرا إلى أن هؤلاء الشرذمة لن ينالوا مبتغاهم بسبب الوعي الذي يتمتع به الطيف الأحسائي، منوها إلى أن بواسل وزارة الداخلية سيكونون لهم بالمرصاد لحماية المملكة من كل سوء ومكروه، سائلا الله أن يرحم الضحايا ويدخلهم فسيح جناته.