هل يكون هذا هو التحديث الأخير الذي سيقضي على واتساب؟، فخلال السنوات الماضي كان تطبيق الواتساب هو التطبيق الأول الذي يبحث عنه من يقتني الهواتف الذكية، وربما يكون سبب اقتناء الهاتف الذكي الأول هو الواتساب، وسبب الشهرة الرئيسي هو سهولة التواصل بين من يستخدمون هذا التطبيق، ولكون الارسال من خلاله لا يخضع إلى أي رسوم وإنما يكون مجانياً بالكامل حيث إن قيمة الارساليات هي ضمن باقة الإنترنت، أو من خلال شبكة الواي فاي. وبعد أن استحوذت فيسبوك على الواتساب بدأنا نلحظ تغييرا في سياسة التعامل مع تحديثات الواتساب، لتصبح بذات الطريقة التي تتعامل فيها فيسبوك مع زوار شبكتها، وهذه الطريقة لا تجدي نفعاً لاختلاف بيئة التعامل، فهناك فرق بين أن تتعامل مع موقع تزوه لمره واحدة أو مرتين في اليوم، وبين أن تتعامل مع تطبيق يعتمد عليه المستفيد على مدار الساعة ليبي كل طرق التواصل مع الآخرين بحرية وبدون أن يمارس الآخر دور الرقيب عليه. ويوم الجمعة الماضي أعلنت فيسبوك وبشكل نهائي إغلاق تطبيقها "Message Me" والذي كان وسيلة للتواصل بين مستخدمي الموقع وغيرهم، ولكن لم يحالف فيسبوك الحظ وينجح هذا التطبيق، وقرار إغلاقه بعد فشله الذريع أتى بعد الاستحواذ على تطبيق الواتساب والذي ابتكرت فيسبوك في وقت سابق تطبيقها "Message Me" لمحاربته. والتحديث الجديد من واتساب والذي يستهدف تطبيقها على أنظمة للآيفون والآندرويد والويندوز فون، احتوى على ميزات جديدة لا تروق لمستخدمي التطبيق، حيث تتيح هذه الميزات تسهيل التعرف على من استقبل الرسالة أو قرائها أو غيره، ففي السابق كانت الميزة تقتصر على علامتي صح لونهما رمادي تكون بجانب الرسالة إذا استلم الشخص الرسالة على حد أقل، وعلامة واحدة إذا كانت ارسلت فقط. وهذه الميزة تغيرت منذ الأمس لتصبح على نحو مختلف حيث بمجرد الضغط المطول على الرسالة التي ارسلتها يظهر خيار جديد اسمه "Info" يتيح معرفة وضع الرسالة وبالوقت والتاريخ، وهذا ينعكس على علامة الصح التي تظهر أمام الرسالة. فمن خلال "Info" يظهر أن الرسالة وصلت لجهاز في أي وقت وأي تاريخ وينعكس ذلك على الرسالة لتصبح العلامة التي أمامها علامتي "صح" ولونهما رمادي، وفي حالة قراءة المستفيد لهذه الرسالة يضع البرنامج في القائمة التي تخرج من زر "Info" أن الرسالة قرأها المستفيد وفي أي تاريخ ووقت، ويتغير لون علامتي الصح إلى اللون الأزرق، بينما لو كانت علامة الصح واحدة ولونها رمادي فهذا يعني أن الرسالة أرسلت ولكنها لم تصل إلى هذه اللحظة إلى جهاز المتلقي. وبذات الطريقة ينعكس ذلك على المقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو، حيث يبين التحديث الجديد هل تم الاستماع أو مشاهدة المقطع أو لا، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الرسائل الفريدية، وإنما ينطبق أيضاً على رسائل المجموعات، حيث تبين وقت قراءة أوصول الرسالة لأي مستفيد جديد. هذه التحديثات اعتبرها مستخدمو التطبيق أنها تنتهك خصوصيتهم، وتسلب حقهم في تجاهل الرسالة أوتأجيل قراءتها لوقت آخر، فهل يبحث مستخدمو التطبيق على برنامج آخر يوفر لهم هذه الخصوصية، فيبقى الهاتف الذكي جزءا ملازما للمستفيد لا يفارقه على مدار الساعة، والحفاظ على خصوصيته جزءا لا يتجزأ من حياتينا اليومية.