هرمون الميلاتونين (يعرف تجاوزاً بهرمون النوم) هو أحد الهرمونات التي تتبع إيقاعا يوميا، حيث يزداد إفراز الهرمون بالليل ويقل بالنهار. وحيث إن هرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ وهي مرتبطة بعصب النظر لذلك التعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون ويخفض مستواه في الدم. ويعتبر هرمون الميلاتونين أحد المواد الطبيعية الفعالة كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات ومنظم لعمليات الأيض (التمثيل الغذائي). وقد أظهرت ابحاث سابقة أن الذين يعملون شفتات ليلية بصورة مستمرة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب مما جعل العلماء يعتقدون بوجود علاقة بين الساعة البيولوجية ومرض السكري. وقد كرس هذا الاعتقاد بحث نشر في مجلة Nature Geneticsقام به فريق بحثي أوروبي. فمن المعلوم أن هرمون الميلاتونين هو المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم والتغير اليومي في حرارة الجسم وتنظيم وقت النوم. لذلك درس الباحثون الجين المسؤول عن هذا الهرمون ويسمى MT2 على 7632 شخصا ووجدوا أن وجود تحولات (تغيرات أساسية في المادة الوراثية) في الجين زادت من خطر الإصابة بمرض السكري. حيث إن وجود هذه التحولات جعل المستقبلات غير قادرة على الاستجابة لهرمون الميلاتونين. ومن المعلوم مسبقا أن هرمون الميلاتونين يؤثر على إفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم. لذلك يعتقد الباحثون أن اضطرابات الساعة البيولوجية وإفراز هرمون الميلاتونين قد تؤثر على مستوى السكر في الدم. بحث جديد نشر هذا الشهر في مجلة Pineal Research، قام به باحثون من اسبانيا والولايات المتحدة أظهر تأثيراً واضحاً لهرمون الميلاتونين على عمليات الأيض (التمثيل الغذائي). فقد وجد الباحثون أن في تجربة أجريت على نوع معين من فئران التجارب المصابة بالسمنة أن تناول الميلاتونين قلل من السمنة ومرض السكر من النوع الثاني عند هذه الفئران. ويعتقد الباحثون أن احد اسباب السمنة ومرض السكري من النوع الثاني هو وجود خلل في عمل الميتوكوندريا (معمل الطاقة في الجسم، وهو جزيئة عضوية توجد بأعداد كبيرة في معظم الخلايا، التي تحدث فيها العمليات البيوكيميائية للتنفس وإنتاج الطاقة). ووجد الباحثون أن الميلاتونين يحسن أداء الميتوكوندريا بطريقة فعالة جدا، كما يحسن من استهلاك الأوكسجين، ويقلل من مستويات عوامل الأكسدة ويمنع تدمير غشاء الميتوكوندريا. وهذا بدوره ينعكس على أداء أفضل لاستهلاك الطاقة. وتظهر الأبحاث أن الميتوكوندريا عند المصابين بالسمنة لا تعمل بشكل صحيح ، وبالتالي يحدث لها نوع من التدمير المبرمج (موت الخلايا المبرمج Apoptosis)، وهذا يؤدي إلى مقاومة خلايا الجسم للأنسولين والظهور اللاحق لمرض السكري. نتائج الدراسات التي تم استعراضها تبين أهمية تعرض الجسم لهرمون الميلاتونين بكميات كافية. وهذا قد يوضح أحد أسباب انتشار السمنة في العالم. فبالإضافة إلى تغير نمط الحياة من نقص في النشاط الجسدي وتغير نمط الغذاء حيث يزداد استهلاك الكربوهيدرات والسعرات الحرارية والتي تزيد من السمنة، فإن التعرض المفرض للإضاءة الصناعية ليلاً وخاصة الضوء الأزرق قصير الموجة المنبعث من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والإضاءة المنزلية طوال الليل يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين ليلاً. ويعتقد الباحثون أن التعرض المفرط للضوء طوال الليل أحد أسباب تفشي مرض السمنة بسبب نقص تعرض الخلايا لهرمون الميلاتونين. لذلك ينصح الأطباء بضرورة التقليل من التعرض للأجهزة التي تصدر إضاءة خلال الليل، والتقليل من استخدام إضاءة الفلورسنت في المنازل والتي تحوي كميات كبيرة من الضوء الأزرق. وكذلك تناول الأغذية الصحية التي تحوي كميات فيرة من الميلاتونين كالخضار، والتوابل والأعشاب والشاي الأخضر والفواكه والبذور والمكسرات. الضوء يقلل من هرمون الميلاتونين يفرز هرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية العلماء يعتقدون بوجود علاقة بين الساعة البيولوجية ومرض السكري لزيادته ينصح بتناول الخضار