من الجميل أن يصف الشاعر محبوبته بأجمل وأعذب الصفات الحسنه، ومن الرائع دائماً أن يكون الشاعر لحظة كتابته القصيدة في أروع حالاته النفسية التي ترقى لأن يبدع وصفاً ومعنى ومفردات. كثير من الشعراء خصوصاً شعراء العاطفة والوصف يكتبون عن تلك الفاتنة التي طالما أرقتهم وأخذت تفكيرهم، ولهذا وجدناهم يبدعون في الوصف بل ويسرفون كثيراً فيه، ومن هنا جاءت قصائدهم وهي غارقة في خيال وصفي. قصيدة سيد الغنادير للرائع السامر أخذت حيزاً كبيراً من الجمال والروعة وتغنى بها الفنان محود عبده إذ إنها لروعة مفرداتها لازالت في تألق حتى وقتنا الحاضر، وشاعرها صاحب إحساس متفرد استطاع أن يقدم للقارئ والمتذوق نافذة جديدة وأفقاً جديداً في الشعر الشعبي بإبداعه الفكري وثقافته المبدعة. (سيد الغنادير) لم تكن بالشيء السهل خصوصاً إذا ماعرفنا بأن الشاعر قد استطاع أن يوظف المفردة بشكلٍ رائع وعذب في نص شعري راقٍ وزاد من جمالها اللحن المغنى الذي صدح بها محمد عبده في شكلٍ مبدع، وبهذا لم تكن فقط لسماعها بقدر ماتحمل من معنى قوي كانت بحق إبداع المرحلة في زمن الشعر. الغنادير جمع غندور وهن سيدات الجمال ويأتي معناها في العربية الفصحى ب المتألق. وتأتي أيضاً بمعنى (عصافير)، ومع كل ذلك فالوصف هنا جميل ومبدع خصوصاً عندما يطلب الشاعر منها بأن (تتغلى) وتتدلل، وهي بلاشك صورة رائعة تمت صياغتها في شكلِ جميل يجذب القارئ والسامع وهذا هو الإبداع الصياغي في النص الشعري الذي يدخل في إطار اهتمامات الشاعر المفكر. في الشعر الشعبي نجد أن هناك مساحة كبيرة للشاعر للإبداع لأنه يستطيع أن يأتي بالمفردات المتعددة والمتنوعة خصوصاً إذا كان شاعراً ذا ثقافة عالية لأنه بالتالي يكون صاحب تفكير إبداعي مرتفع. وكما نعلم أن الحالة النفسية للشاعر لها أهميه كبيرة في الصياغة الشعرية في زمن نحن فيه بحاجة إلى الخروج من تقليدية الكتابة وتقليدية أيضاً المفردات التي أصبحت في حالة تشابه تام بين كل الشعراء. لدينا في الحقيقة نماذج شعرية استطاعت في فتره أن تخرج بنا إلى أفق أرحب في بناء النص الشعري ولو أنهم قليلون ولكن يبقى القول بأن التطور الشعري الحقيقي لابد أن يصبح لدى جميع الشعراء بثقافة الوعي والرقي الكتابي. أخيراً: ما طاع قلبي فيك وياما عذلته ومانام طرفي والفكر منك مسروق فيك أنت لذة حب والليل عشته في ناظري لك رقصة الحب والشوق