كتب الدكتور زهير السباعي في عكاظ مقالا بعنوان (وي... ايش يقولوا علينا الناس) ولأهمية الموضوع وارتباطه بحياة الناس بشكل مباشر رأيت الاشارة اليه وتفعيله. فقد أشار الكاتب في البداية الى دور جمعية (إطعام) التي تجمع الطعام الزائد من الحفلات والمناسبات وتوزعه على الفقراء والمعوزين. وقد أصدرت هذه الجمعية نشرة عن الهدر في الطعام في مجتمعنا تضمنت أرقاما دعت الكاتب – وأنا أتفق معه – الى المطالبة بإعادة النظر في كثير من عاداتنا وتقاليدنا التي لا يحكمها عقل ولا منطق حسب تعبيره. من هذه الأرقام أن اجمالي استهلاك المواد الغذائية في المملكة يبلغ نحو 49 مليون طن سنويا يهدر منها 13 مليون طن (27%) وترتفع نسبة الهدر في الطعام الى (70%) في المناسبات والحفلات. ثم يتطرق الكاتب الى حفلات الزفاف وما يحيط بها من تكاليف تؤدي بالبعض الى الاستدانة، وقد حاول شخصيا عندما زوج أبناءه أن يوجه بعدم صرف مبلغ كبير على حفل الزفاف وأن يخصص المبلغ الأكبر للعروسين، لكنه في الأخير استسلم لمن حوله مرددين مقولة (وي... ايش يقولوا علينا الناس) وتمنى في ختام مقاله أن يوجد من هو أقدر منه على التغيير. لا بد هنا من الاشادة بما تقوم به جمعية (إطعام) فما تقوم به جهد كبير يستحق الشكر والتقدير. ثم إني أتعاطف مع الدكتور السباعي وأشكره على طرح هذا الموضوع الذي سبق أن تطرقت اليه في مقال سابق. وسوف أكون أشجع منه – ولو على الورق – وأقول (دعهم يقولوا ما يشاءون) خاصة أن بعض العادات مخالفة للدين وهي لهذا السبب لا يحكمها عقل ولا منطق كما أشار الدكتور السباعي. نحن نعاني جميعا من مشكلة (ماذا يقول الناس) ليس في موضوع الولائم وحفلات الزفاف فقط بل في أمور أخرى مثل السيارات والملابس والأجهزة والسفر وغيرها. التغيير ممكن اذا انطلقنا من المنطلق الديني أولا ثم ابراز السلبيات الاجتماعية والصحية الناتجة عن تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل كما جرت العادة في حفلات الزفاف. التغيير ممكن اذا كثفنا الكتابة عن هذا الموضوع وأوجدنا نظاما يحكم عملية الهدر في الطعام وغير الطعام مع أهمية التوعية وتوضيح الفرق بين الكرم وبين الهدر والمبالغة في الولائم. دعهم يقولوا ما يشاءون فاذا كنت تقوم بالسلوك الصحيح والمنطقي الذي لا يتعارض مع الدين فلا تقلق. دعهم يقولوا ما يشاءون فهم يخضعون للعادات وأنت تستجيب لتعاليم الدين. قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين) دعهم يقولوا ما يشاءون حتى في مسألة المهور فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أكثرهن بركة أيسرهم مهرا) وقد زوج بعض أصحابه بخاتم من حديد وزوج بعضهم بما يحفظ من كتاب الله. سؤال المقال: لماذا نسمح لبعض العادات أن تكون أقوى من الدين؟!