في موسم الحج تقوم الأجهزة الأمنية بجهود مضاعفة ومتابعه دقيقة للشؤون الأمنية والتنظيمية وإدارة حركة المرور وعلى مدار العام وتستقبل البلاغات الواردة إلى غرف العمليات.. كل ذلك وأكثر في خدمة ضيوف الرحمن بمتابعة وتوجيهات وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - فرغم الاستعدادات والأعمال والتأهب لموسم الحج إلاّ أن رجال الأمن السعوديين - جزاهم الله خيرا - إضافة لما يقومون به من مهام وتفان في خدمة ضيوف الرحمن فإنه يُسجّل لهم أروع الصور والمشاهد الإنسانية المضيئة التي لن تنسى وسوف تبقى راسخة في الأذهان وتُذكر عبر الأزمان. بعض منها قد تناقلتها الوسائل الإعلامية المختلفة والبعض الآخر شاهدها وعايشها الحجاج أنفسهم والذين سوف يتناقلون ما رأوه وما اكتسبوه من انطباع طيّب إلى ديارهم وأهاليهم، سأذكر بعضاً منها: - رجل أمن يساعد حاجا مسنا بعد أن غلبه التعب بالوقوف في محيط الجمرة الصغرى ليكمل مناسك الحج. - رجل أمن يقوم على تلطيف الأجواء برش رذاذ المياه للحجاج من عبوة بيديه وأخرى يحملها في فمه. - رجل أمن يقوم بمساعدة حاجة مسنة أثناء رميها لجمرة العقبة الكبرى. - رجل امن يحمل طفلة ليمكن والدتها من الرمي وفي موقع آخر رجل أمن يحمل طفلا لأحد الحجاج ريثما ينتهي من رمي الجمرات. - رجال أمن يحملون امرأة مسنة على كرسيها لترمي الجمرات. - رجل امن يحمل امرأة مسنة بيديه. - رجال أمن يحققون أُمنية أحد ذوي الاحتياجات الخاصة وأحد الأطفال لتقبيل الحجر الأسود. - رجال الأمن يرشدون الحجاج إلى مواقع سكنهم أو مخيماتهم. - أحد رجال الأمن عند مشاهدته حاجة لم تستطع دفع العربة التي يجلس عليها زوجها ذهب مسرعاً وقام بدفع العربة عنها حتى وصول الحاجة وزوجها إلى منطقة مستوية وهما في طريقهما من منى إلى المسجد الحرام. - أحد رجال الأمن انهمك بتنظيم ركوب الحجاج في إحدى الحافلات وقد أغلق السائق باب الحافلة على عنقه بالخطأ حتى تنبّه السائق وقام بفتح الباب. وغير ذلك كثير.. تلك المواقف والمشاهد الإنسانية تنبع من قلوب صادقة تبتغي مرضاة الله واتباعاً لهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إن أبناء هذا الوطن الأوفياء قد جُبلوا على أعمال الخير فكيف إذا كانت تلك الجهود في أقدس بقاع الأرض وفي موسم الحج أحد أركان الدين الإسلامي، ومقابل كل ذلك من مواقف كريمة ومشرّفة وللأسف يقوم أحد الأشخاص بتصوير فيديو لأحد الجنود وما حدث بينه وبين حاج وحاجّة وتصرفاتهم الخاطئة وتوضيح الطريقة الصحيحة لهم عند حاجز امني لتخفيف الزحام وتنظيم حركة السير!! ألا يعلم من قام بالتصوير ما يعانيه رجل الأمن أثناء تأدية عمله من تعب وإرهاق ومجاهدة للنفس في تحمّلها الأعباء وأن يؤدي ما وكّل به على أكمل وجه ما أمكن، فكان الأولى ممن قام بالتصوير إن كان مخلصاً أن يُطلع المسؤولين بذلك وسوف يؤجر من الله سبحانه وتعالى لأنه ستر على أخيه المسلم، وأيضاً الجهة المسؤولة سوف تُقدّم له شكرا ويتم معالجة الموضوع ويحاسب وينصح الجندي على الخلل الذي بدر منه، لا أن يقوم بنشر الفيديو عبر الوسائل الإعلامية " الواتس واليوتيوب.. بهذه الطريقة المزرية، فقد يقول قائل إن من قام بالتصوير كان يريد الإساءة وآخر قد يقول إنه كان يقصد خيراً ويريد أن يبين التصرف الخاطئ الذي جرى، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه، فالإسلام اهتم اهتماما كبيرا بالنصيحة ووضع لها آداباً وأخلاقاً لكي تتحقق أهدافها ودورها في حماية المجتمع، قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" ( سورة آل عمران 104).