ربما تكون من المناسبات النادرة أن لا يغضب كثيراً محبو فريق كرة قدم على فريقهم ولاعبيه بعد خسارته مباراة دورية مهمة أمام منافس شرس وفي لقاء "دربي"، وهو ما يمكن من خلاله وصف ردة فعل جماهير الهلال على خسارة الفريق مساء أول من أمس (الجمعة) أمام الشباب في الجولة السابعة من دوري (عبداللطيف جميل)، إذ هتفت جماهير الهلال بعد نهاية المواجهة القوية أمام الشباب مطالبة اللاعبين بالتركيز في مواجهة ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا أمام ويستيرن سيدني وانديريرز الأسترالي التي ستلعب السبت المقبل على استاد باراماتا. الخسارة الهلالية لم تكن مستبعدة لعدة اعتبارات، منها أن الفريق يخوض مواجهة أمام فريق منافس ومتمرس في مثل هذه المباريات، وهو الشباب الذي قدم بقيادة مدربه الجديد الألماني رينارد ستامب، فضلاً عن أن تركيز لاعبي الفريق الهلالي كان منصباً بشكل كبير على "موقعة الباراماتا" باعتبارها الأهم، بجانب الاشادات الواسعة التي نالها لاعبو (الزعيم) ومدربهم الروماني ريجيكامف بعد تصاعد مستويات الفريق بشكل لافت ونتائجه الرائعة منذ بدء الموسم. ربما كان الهلال بحاجة لخسارة توقظ لاعبيه وتعلق الجرس، وتضعهم أمام أمر واقع وهو أن مواجهة الفريق الاسترالي لا يمكن دخولها وسط ثقة متناهية، وكأن مسألة الحصول على (الآسيوية) مسألة وقت فقط، وهو ما تعبر عنه الأجواء في الوسط الرياضي خلال الفترة الماضية، فالترشيحات المبكرة ستقصي الهلال من البطولة وتحرمه من اللقب، حتى وإن حاولت إدارة الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومعها الجهازان الفني والإداري إبعاد اللاعبين عن هذه الأجواء، إذ أعطى تفوق الهلال على العين الإماراتي المتابعين انطباعاً يوحي بأن الهلال عاد إلى "عرشه الآسيوي" بعد أن تمكن من إزاحة أحد أكبر فرق الغرب المرشحة للبطولة، في وقت يبدو فيه أمر المنافسة باكراً، فالدوري لا يزال في بداياته، والجولات المقبلة ستشهد صدام فرق المقدمة فيما بينها ما يعطي الهلاليين فرصة المنافسة على استعادة اللقب، فضلاً عن أن تحقيق البطولة الآسيوية سيشكل حافزاً كبيراً للاعبي (الأزرق) وسيزيل عنهم عبئاً كبيراً ستدفع هذه الخسارة لاعبي الهلال لمراجعة حساباتهم، وستدخلهم أكثر في أجواء مواجهة ويستيرن سيدني، ومن خلفهم مدربهم (ريجي) الذي هو الآخر تلقى سيلاً من الإشادات نظير عمله المميز، والمؤكد أن هذا ما أدركه (ريجي) جيداً وهو يجتمع بلاعبيه عقب نهاية اللقاء مباشرة داخل المعشب الأخضر ليطالبهم بكل تأكيد بفتح صفحة موقعة السبت، والتركيز عليها.