ما إن انتهت مباراة العين وتأهل الهلال إلى النهائي الآسيوي إلا وذهب حديث بعضهم إلى البطولة السابعة واللقب الجديد والمشاركة العالمية وكأن الفريق سيذهب في رحلة سياحية إلى استراليا لإحضار بطاقة الفوز فقط!! اللقب الآسيوي الذي يؤكدون أنه هلالي وأن المسألة مسألة وقت، مازال في الملعب، والآسيوية مازالت صعبة قوية على الهلال حتى الصافرة الأخيرة من لقاء الإياب المنتظر، والهلاليون يعرفون ذلك لكن بعضهم تأخذه عاطفته وآماله إلى شرع كل أبواب التفاؤل، وبعض آخر ممن لا يريدون بالهلال خيراً يحاول أن يخدر الهلاليين ويجعل تفكيرهم في ما بعد لقاء سيدني الاسترالي!! الفريق الاسترالي ليس سهلاً، وإن كان حديث عهد بالتأسيس، ونتائج الفريق في دوري آسيا تؤكد أنه فريق عصي صعب المراس، وأن لديه لاعبين مختلفين تماماً عن لاعبي الشرق الآسيوي، الذين تعود لاعبو الهلال عليهم وعلى أسلوبهم وطريقتهم في اللعب، كما أن مباريات الفريق كشفت أنه فريق له شخصيته القوية، وأنه يملك الكثير من أدوات الحسم، وأنه يستطيع الوصول إلى المرمى بطرق مختلفة متنوعة، وأنه لن يكون سهلاً على الفريق الأزرق!! لست ضد التفاؤل، لكن لكل شيء حدوده، وأخشى أن يتجاوز بعض الهلاليين حده في هذا الشأن وأن يتسرب الأمر إلى لاعبي الفريق فتكون عواقبه وخيمة في نهاية الأمر!! ولست مِمن يرى أن هزيمة الفريق الاسترالي مستحيلة وأن الفوز باللقب القاري يتطلب تجهيزات خاصة، لكني ضد من يستسهل الفريق ويؤكد أن اللقب هلالي لدرجة أن أحدهم قال لي قبل أيام: (ملينا من الانتظار نبي الكأس)!! في مباراتي الفتح في الدوري السعودي والعين في إياب نصف النهائي الآسيوي لم يظهر الهلال بالشكل المطلوب، ففاز بصعوبة على الفتح أحد فرق المؤخرة في الدوري بهدف سجله لاعب الفتح في مرماه، وتلقى من العين الخسارة الأولى هذا الموسم - وإن لم تؤثر على حظه في التأهل - رغم أن الفريق الإماراتي لعب ناقصاً ربع وقت المواجهة تقريباً، والمواجهتان كشفتا لريجي والهلاليين أن الفريق يعاني من بعض المشاكل داخل الميدان إما على صعيد طريقة اللعب وبناء الهجمات، أو على بعض الأسماء التي مازالت عاجزة عن الوصول إلى المستوى المطلوب، ومن المؤكد أن مدرب الهلال يعرف معاناة فريقه جيداً، ويعرف أنه في اللقاءين الأخيرين لم يكن هو الفريق الذي يريد ويريده معه الهلاليون، وإذا كان ريجي يريد اللقب الآسيوي فعليه أولاً ترميم فريقه قبل أن يعمل على اكتشاف الثقوب في الثوب الاسترالي!! الهلال فريق قوي والفريق الاسترالي فريق قوي وبينهما 180 دقيقة ربما زادت السدس، وداخل الميدان سيكون الحديث واضحاً وسيذهب الكأس للأجدر... ولا نملك إلا أن ندعو أن يكون هو الهلال في النهاية. الهلال... زعيم فريق القارة الآسيوية وفريق القرن فيها على مشارف لقب جديد يعالج به آلام إخفاقاته في البطولات الآسيوية الأخيرة ويضع حداً لسوء طالع لازمه كثيراً، والشارع الرياضي السعودي وهو ينتظر مواجهتي الحسم يعول الكثير على الهلال في أن يعود بطلاً وأن يكون لقبه إيذاناً بعودة الأخضر إلى لقبه المنتظر هو الآخر بعد 18 عشر عاماً من الغياب!!