تزدهر هذه الأيام البرامج الشعبية عبر القنوات الفضائية ويزداد الطلب على مشاهدتها من قبل الجمهور المتعطش لمشاهدة ما تفيض به قرائح الشعراء.. ولاشك أن مهمة المحاور في هذه البرامج التي يتم من خلالها استضافة الشعراء الشعبيين تُعد من المهام الصعبة ويندر النجاح فيها لذا فإن تهيئة المذيع الجيّدة في مثل هذه البرامج الشعبية من الأمور الهامة والتي تنعكس إيجاباً وترض طموح المتلقي.. فالتحضير والإعداد الجيد الذي يسبق العمل له دور كبير في تحقيق النجاح، وقبول المشاهد لما يذاع. وهذا الضعف الحالي في كثير من البرامج الشعبية التي تظهر أمام المشاهدين سببه عدم تهيئة المذيع، وضعف صناعة العمل، والإعداد المرتجل، وعدم التوافق في وجهات النظر بين المقدّم والمعد.. فإذا فشل العمل اسنده المذيع إلى المعد والعكس، ويبقى المشاهد في حال من الذهول والاحباط مما يشاهد..ولن ينجح العمل -إلا بتوفيق الله أولاً- ثم إذا تم تجاوز هذه الأسباب التي هي في نظري من أهم نقاط العمل الإعلامي الناجح. ومما يساهم في نجاح مثل البرامج الشعبية عندما يكون المقدّم يتصف بمعايير التقديم التي من أهمها ملامسة إحساس المشاهد، وأن يكون من الاسماء الشعرية المتواجدة في الساحة والمطلعة عن كثب على تاريخ الشِّعر، ومعرفتهم بشعراء المملكة والخليج، ويمتلك موهبة القبول التي تُعد بمثابة جواز المرور للوصول إلى قلوب المشاهدين والتأثير في عقولهم، حتى نعبر بالشِّعر من ممر عطر القصائد، وجميل المشاعر التي تنسج من عقد اللآلئ الثمينة، ونرفع من قيمته، وفنياته الأصيلة، والاتجاه به إلى مضامين الإبداع والارتقاء به حتى تضيئ الدروب بقناديله المضيئة. ويبقى الأمل في أن نشاهد برامج متكاملة في الإعداد والتقديم والإخراج والصور الفنية التي يتطلبها العمل الإعلامي الناجح، واختيار الشعراء المتميزين في جزالة الأشعار والبعد كل البعد عن التعصبات والمشاحنات، والقبليات التي تثير الفتن بين أفراد المجتمع، وإعطاء المشاهد انطباع جميل عن الشِّعر القيّم الهادف والمفيد.. وإن كان في الواقع هناك مقدمو برامج ترفضهم الكاميرا قبل المشاهد. قبل النهاية للشاعر مرشد البذال: الرجال شطار كان إنّك شطير كان لك دوره لهم سبع دورات لا تقول أسبق على العد الغدير إن جهمت إركاب غيرك ساريات