انتقادنا المُستمر للسلبيات الكثيرة التي تتضمنها قنوات الشعر الشعبي لا يمنعنا من الالتفات إلى الجانب المُضيء والإشادة ببعض البرامج المُتميزة التي تعرضها أو الإشارة إلى كل ما يستحق المتابعة والإشادة فيها، إذ لا تخلو قناة مهما بلغت من السوء أو تواضع الإمكانات من برامج جيدة تستحق قضاء الوقت في مُشاهدتها، وأحد البرامج المميزة التي تُعرض في قنوات الشعر برنامج (رواد وأحفاد) الذي يُعده ويُقدمه المذيع المتألق نايف بن مسرع في قناة (الأماكن). ويتميز هذا البرنامج بأكثر من خاصية تجعله جديراً بالمتابعة وتحقيق القبول والنجاح، أبرزها فكرة البرنامج الجميلة وغير المُتكررة في قنوات الشعر، إذ يستضيف البرنامج أحد أحفاد الشعراء الكبار الراحلين وتتم مُحاورته حول حياة ذلك الشاعر وسيرته الشخصية والشعرية ويتم تسليط الضوء على جوانب عديدة قد يجهلها المشاهد عنه، وتكمن قيمة البرنامج في تنوع أسماء الشعراء الرواد من حلقة إلى أخرى بين شعراء صدرت لهم دواوين شعرية وذاع ذكرهم وشاعت أشعارهم بين الناس لجودتها كما الحال في حلقات الشعراء: مرشد البذال وعبدالله بن سبيل ومحمد بن صقر السياري رحمهم الله، وبين شعراء آخرون أبدعوا لكن حظ قصائدهم من الانتشار لم يكن كبيراً ومُتناسباً مع حجم مواهبهم لأسباب أهمها عدم جمعها من صدور الرواة في دواوين شعرية تحفظها من الضياع، كتلك الحلقات التي استضافت أحفاد الشعراء: دخيل الله الدجيما وراشد بن دباس وفاضي الغنامي وعبدالله بن حزيم الدوسري (الدندان) وناصر الشغار وخالد الكسر وغيرهم. ويُحقق هذا البرنامج مُتعة مزدوجة للمشاهد بحضور إبداع الشعراء القدماء الرواد جنباً إلى جنب مع إبداع الشعراء المعاصرين الأحفاد، إضافة إلى تميز أسلوب مُقدم البرنامج الإعلامي نايف بن مسرع في إعداد أسئلة كل حلقة وإدارة الحوار مع ضيوفه، وتتضح جودة إعداد الحلقات من خلال الأسئلة المطروحة التي تدل على إلمام المُعد الواسع بجوانب حياة وتجربة الشاعر موضوع الحلقة، وقدرته على طرح أسئلة تساعد المُشاهد على رؤية تجربة الشاعر بشكل أكثر قرباً وشمولاً وحميمية. برنامج (أحفاد ورواد) أحد البرامج المتميزة من جميع النواحي في قنوات الشعر الشعبي، ويمثل هو وبرامج قليلة أخرى اكتملت فيها عناصر النجاح نموذجاً رائعاً يستحق متابعته والإشادة به والدعوة لدعمه بكل وسيلة تضمن تطور مستواه واستمرار عرضه. أخيراً يقول الشاعر محمد فهد العرجاني: شهر رمضان أقبل عسى الله يحييه في جيّته كلٍ يزف التهاني ضيفٍ عزيز الله مكرّم لياليه للمسلمين بجيّته جو ثاني إن جا فرحنا فيه وإن راح نبكيه ومن حبنا له صار كنّه ثواني