أعلن رئيس «المؤتمر العالمي الجراحي العالمي الثالث»، الذي اختتم أعماله أول من أمس، في الدمام، الدكتور عبد الواحد المشيخص «تصدر أخطاء التشخيص في حالات سرطان الثدي وأورام القولون والمستقيم في المملكة» مرجعا السبب إلى «ضعف الأطباء في الرعاية الصحية الأولية والمتدربين في المستشفيات الصغيرة والخاصة، في تشخصيهم للحالات الواردة إليهم، ما يجعلها تصل إلى مراحل متقدمة بعد ذلك». وفيما تتصدر الرياض والشرقية وتبوك الإصابة بأمراض سرطان الثدي والقولون، قالت أوساط طبية متخصصة إن «المملكة تسجل نحو سبعة آلاف حالة ورم سرطانية، 12 في المئة منها سرطان ثدي، و18 في المئة سرطان القولون المستقيم». وقال رئيس قسم الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأورام في الرياض رئيس السجل الوطني للأورام الدكتور شوقي بزرباشي، إن «هذه الأورام تسجل كل عام في المملكة»، منبهاً إلى «غياب دراسات متخصصة في هذا الجانب». وأشار المشيخص ل«الحياة» إلى أن المؤتمر الذي نظمه قسم الجراحة في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، «رفع توصيات مهمة لمكافحة أمراض السرطان في المملكة، وانها ستسهم في الوقاية من هذا المرض»، موضحاً أن من بينها «تثقيف الأطباء بعلامات الأورام، بالإضافة إلى تعميم برامج الكشف المبكر على الأورام المطبق في العديد من دول العالم، التي من خلالها يتم الكشف على الأمراض في مراحلها الأولى، ما يعطي فرصة لعلاجها بنسبة كبيرة جدا». وذكر أن المؤتمر الذي شارك فيه أطباء عالميون، حقق المراد من إقامته، مشيراً إلى أن الحضور كان من المفترض أن يكونوا أكثر مما تم، وأنه يطمح في تعريف الأطباء بكل ما استجد في جراحة الأورام، ما يعود بالنفع على المرضى الذين يتلقون العلاج محلياً، وكذلك توثيق عرى الصداقة بين الأطباء والمراكز الطبية المتخصصة داخل المملكة بنظيراتها في أميركا وأوروبا واستراليا، مضيفاً أن «التوصيات التي رفعت من المؤتمر إلى المسؤولين في الصحة، تطالب بدعم السجل الوطني للأورام، وإنشاء فروع للمركز في جميع مناطق المملكة. وإنشاء مراكز أبحاث في المستشفيات التخصصية لدراسة أكثر السرطانات شيوعاً بالمملكة للنظر في المسببات البيئية والجينية والغذائية الخاصة بالمملكة وطرق العلاج المختلفة ونتائجها من واقعنا المحلي ومقارنة ذلك بما نشر وينشر في الدول الغربية المتقدمة. ودعم برامج الكشف المبكر للسرطان، وإنشاء برنامج وطني للكشف المبكر، خاصةً لسرطان الثدي، وربما سرطان القولون والمستقيم. بالإضافة إلى تركيز علاج بعض الأورام مثل سرطان الثدي والمستقيم، وكذلك الغدة الدرقية في المستشفيات التخصصية ومراكز الأورام، لتوفر جميع الإمكانات والخبرات للعلاج المتكامل بواسطة فريق طبي مكون من جميع التخصصات التي تعنى بعلاج الأورام (أطباء وجراحو الأورام وأطباء العلاج الإشعاعي والتحليل النسيجي والأشعة وغيرهم). وكذلك رسم خطة واضحة للتعاون العلمي المشترك بين الأطباء في مستشفيات وزارة الصحة وأطباء المستشفيات التخصصية الموجودة في نفس المنطقة، مما سيعود بالنفع على علاج المرضى المصابين بالسرطان، من حيث التشخيص السريع، والعلاج المبدئي الصحيح، وسرعة التحويل. وإقامة دورات تثقيفية وتدريبية لأطباء الرعاية الأولية وللأطباء المتدربين تغطي محاضرات تعريفية بمختلف الأورام ودلالاتها وعلامتها الأولية لتشخيص المرض مبكراً. وحملت التوصيات أيضا: مكافحة السمنة المفرطة وإنشاء مراكز متخصصة لعلاج السمنة بما فيها العلاج الجراحي نظراً لارتباطها الوثيق بالإصابة بالسرطان، مثل سرطان المريء والبنكرياس والقولون والمستقيم. والقيام بحملة تثقيفية للحث على الرياضة واللياقة البدنية لدورها الوقائي من السرطان. وحملة تثقيفية أخرى للتقليل من تناول اللحوم الحمراء، وخاصة تلك التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة. وتشجيع الزيارات المتبادلة والندوات العلمية المشتركة بين أطباء وجراحي الأورام في المملكة ونظرائهم من المراكز الغربية للتعرف على كل ما يستجد في مجال علاج الأورام وتبادل الخبرات. وحول الأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذ بحوث ميدانية حول السرطان في المملكة، وانتشاره، أشار المشيخص إلى أن من الأسباب هو «الدعم المادي للأبحاث، بالإضافة إلى عدم وجود أساسات البحوث»، متمنياً أن «يتم النظر في هذا الأمر، خاصة أن له أهمية كبيرة في علاج ومكافحة الأورام السرطانية في المملكة». يشار إلى أن المؤتمر الذي منحته الهيئة السعودية للتخصصات الطبية 20 ساعة علمية، بحضور المدير التنفيذي المساعد للخدمات الجراحية الدكتور إبراهيم بن عبدالكريم العريفي، نيابة عن المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور خالد الشيباني، هو المؤتمر الجراحي العالمي الثالث الذي ينظمه قسم الجراحة بمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وكان المؤتمر الأول في عام 2006م وركز على جراحة الأطفال، وكان بالتعاون مع الجمعية السعودية لجراحي الأطفال، وأما المؤتمر الثاني، فكان في عام 2008. وركز على جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية.