ضمن فعاليات مهرجان البحرين الدوليّ للموسيقى 23، أحيت أوركسترا الحجرة لفيينا وبرلين حفلاً موسيقياً في الصالة الثقافية بالمنامة مساء السبت. وقدم الحفل باقة متنوعة من روائع الموسيقى الكلاسيكيّة، انطلقت من مركزي الموسيقى الغربيّة الكلاسيكيّين التقليديّين، فيينا وبرلين، في حوار إبداعيّ فريد بقيادة النّمساويّ الشّهير راينر هونك، أدت فيه الفرقة مقطوعات لمشاهير الموسيقى مثل موزارت وهايدن ودفوراك وغيرهم. وجمعت الأمسية، التي شهدت حضوراً واسعاً ومتنوعاً، أناقة وسلاسة أنغام الآلات الوتريّة التي تتميز بها فيينا، والتألق الآسر والعواطف الجياشة لآلات النفخ التي اشتهرت بها برلين لتشكل أوركسترا الحجرة لفيينا وبرلين، هذا التعاون الذي مضى عليه عشر سنوات بين أوركسترات فيينا وبرلين الفيلهارمونية يتمازج بكل تناغم لينتج أعذب الألحان الكلاسيكية وأروعها، ما أهّلها لتحتل مكانة رائدة في طليعة الأوركسترات العالمية. كما أحيت الفنانة المغربيّة عائشة رضوان حفلاً فنيَاً ضمن المهرجان عبّرت من خلال صوتها العميق عن جمال الغناء الصوفيّ، حيث صعدت لدرجات من الطرب، والموسيقى الروحية، وذلك مساء أول من أمس الأحد بالصالة الثقافية. وقدمت الفنانة المغربية نخبة من أغنياتها، التي صدرت في عدة ألبومات من بينها: «ألبوم «فن الغناء والأداء الآلي خلال القرن التاسع عشر»، ألبوم «نهضة الشرق»، مستعينة إلى جانب موهبتها وصوتها الجهوري الذي تتنقل فيه بحرية من القرار إلى الجواب، بتجاربها الطويلة ودراستها المعمقة للموسيقى في باريس والقاهرة. يذكر أن الفنانة المغربية عائشة رضوان حازت الكثير من الألقاب والجوائز التي تشير إلى موهبتها الغنائية المتمّيزة، وهي موهبة تستغلّها لإحياء العصر الذهبي لمدرسة الموسيقى العربية. وقد عرفت بإجادتها لطيف واسع من الأساليب الموسيقية، من الغناء الأمازيغي إلى الجاز والكلاسيكي الغربي والغناء العربي الأصيل. قبل هجرة عائلتها إلى فرنسا، تمرّست عائشة رضوان على الأغاني الشعبية مع جدّتها في قريتها الواقعة في جبال الأطلس المتوسط في المغرب، وكرّست نفسها لنشر التراث الغنائي لمنطقة الشرق الأوسط إلى جميع أرجاء العالم. رافقها في هذا المسعى النبيل الموسيقي والبروفيسور اللبناني الأصل المقيم في فرنسا حبيب يمّين، وهو باحث ومؤلف موسيقي معروف مختص في الإيقاعات العربية، حيث عملا منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين على إحياء هذا التراث الغنائي الراقي المبني على أسلوب مقامات الموسيقى الشرقية من خلال فرقة «الأدوار» التي أسّساها لهذا الغرض، وشاركا من خلالها في العديد من المهرجانات والاحتفالات في أنحاء الوطن العربي وأوروبا وأمريكا الشمالية. اشتهر الثنائي بتلحين وأداء القصائد لمشاهير الأدب الصوفي مثل رابعة العدوية، ابن الفارض، ابن عربي، الحلاج، والبرعي، حيث قاما بإنتاج العديد من الإصدارات الموسيقية في هذا النوع من الفن التي لاقت استحسان النقاد. تجدر الإشارة إلى أن حفلات مهرجان الموسيقى تستمر لغاية اليوم الثلاثاء في الصالة الثقافية التي استقبلت أمس الاثنين الفنان السويسري الشاب باستيان بايكر وأغاني البوب والروك، أما اليوم الثلاثاء فستحييه الفنانة الأردنية مكادي نحاس. جانب من الحفل