منذ وجد الشعر وجدت اوزانه لذا تبارى الشعراء في اشعارهم ومعلقاتهم وجاء الخليل بن احمد ليضع القوالب والمسميات والتقنين في 15 بحراً ثم جاء الاخفش ليضيف البحر السادس عشر ثم اضاف المولدون في العصور الاسلاميه الاولى أَوزانا وبحوراً مثل المواليا ولذويبت والازجال والموشحات .....! الخ وشعراء النبط سواء القدامى او المعاصرين لم يألوا جهداً في التطوير والتجديد وقد حصرها الباحث ابراهيم الخالدي في 11 بحراً موزعة على 119 طاروقاً. ويقول الاستاذ محمد مهاوش الظفيري وهو محاضر في اكاديمية الشعر بدولة الامارات ومختصصاً في اللغة العربية وآدابها ان ابن الجني في كتابه الذي تحدث فيه عن اوزان الشعر العربي قد اغفل مخلع البسيط المكون من [مستفعلن - فاعلن - فعولن]. ويضيف الاستاذ محمد مهاوش قائلاً: إن التشابه كبير في ما اغفله ابن الجني وما لم يتطرق اليه الخالدي ولإيضاح المقصود اورد قصيدة الشاعر الكبير: خلف بن هذال العتيبي: القلب اهل الهوى عزروبه كنه يقطع بحدب الجنابي سابح ونيضه على الدم دوبه كم ليلةٍ في منامي سرابي شفت المذله وذقت العقوبه تطلع لي الشمس مايندرابي كني على الباب قضاب نوبه مالي زميل يخفف عذابي وقد احتار الباحث في وزنه أي في تحديد بحره الشعري والكلام لمحمد مهاوش وانه لم يطلع على قصيدة على هذه الوزن سواء في الشعر الفصيح او النبطي حيث يقول كنت اظن انه من البحر المتقارب فعولن/فعولن/فعولن فعولن/ بشرط ان تكون التفعيله الاولى عولن أي حذف الحرف الاول من فعولن ويضيف بأنه عندما قرأ قول الشاعر خلف بن هذال اخاف من هرج ناس سعوبه اصون عشقي و اسنع دروبه ولكن الناقد راق له ان ينهج منهجاً اخر في فهم هذا البحر في طريقه توزيع تفاعيله وان هذا البحر الشعري بحراً جديداً ويكون وزنه على النحو التالي مستفعلن/فاعلاتن/فعولن مع حصول خبن أي حذف الحرف الثاني الساكن من التفعيله الاولى في الشطرين السابقين ليصبح الوزن [ متفعلن / فاعلاتن / فعولن ] لذا يستبعد الباحث ان تكون القصيده على بحر المتقارب وهذا يلتقي مع موضوع العالم اللغوي ابن الجني الذي اغفل "مخلع البسيط" المكون من مستفعلن/ فاعلن/فعولن حيث يلاحظ تقارب الوزنان مع زيادة سبب خفيف الى حركة وسكون على التفعيلة الثانية وعلى هذا الاساس تكون قصيدة الشاعر الكبير خلف بن هذال العتيبي تمثل بحراً شعرياً جديداً ولاتشبه مخلع البسيط وان كان قريباً منه لذا يقترح الباحث ان ينسب هذا البحر لصاحبه ويكون البحر باسم البحر الهذالي تقديراً له وعرفاناً لمسيرته الشعرية الطويلة ويختتم الباحث والناقد/ محمد مهاوش قوله وان كانت قصيدة خلف يتيمة في ايقاعها الموسيقي فانه لاضير في اطلاق بحر عليها حيث ان الزجاج قال بانه لاتوجد قصيدة لعربي على بحري المضارع والمقتضب وانما قالت العرب البيت والبيتين ومع ذلك فهما بحران اقرهما الخليل فما بالنا بقصيدة كاملة ختاماً آمل من اصحاب الاختصاص نقد هذه الدراسة المقتضبة التي اثارها الناقد محمد مهاوش.. والله الهادي الى سواء السبيل. محمد مهاوش الظفيري خلف بن هذال