بإمكان أي فيصل يوجِد تحالفاً باليمن أن يسقط أي سلطة، لأن الجميع يملكون السلاح والدعم الخارجي مع أن المواطنين ملّوا كل الوجوه القديمة والجديدة، والبحث عن شخص يجمع الشتات القبلي والطائفي والحزبي، لكن هل الحركة التي قام بها الحوثيون قابلة أن تكون نموذجاً لحزب الله، وهنا فالخط المعارض ليس فقط من ينازعونهم الزعامة والسلطة، طالما توجد القاعدة، والقابلة، كداعش، احتواء جماعات وأفراد ينخرطون بصفوفها، ورغم عدم وجود داعم أساسي للقاعدة في معظم الدول الإسلامية، إلا أن دخول إيران على الخط في توجيه الحوثيين وخلق رئيس لليمن بمواصفات مالكي العراق، سوف يعيدان النظرة السلبية للقاعدة من قبَل دول تريد إغراق اليمن في حروب مذهبية وقبلية، وهذا ما توفره الظروف الراهنة.. القوى المتحالفة والمتضادة موجودة على الأرض وقابلية التصعيد بينها مرهون إما بنجاح الحلول الداخلية والتي لا تأتي من الخارج، أو الارتهان لمرحلة صعبة ومعقدة، حيث لا يزال علي عبدالله صالح الرئيس السابق يملك ثقله باللعبة، وكذلك أحزاب سنية تدعمها قوى الداخل في الشمال والجنوب وعلى تباعد تام من الحوثيين، وعلى الرغم من غياب ما يفصح عن الحقائق، واختلاف الرؤى من المحللين اليمنيين، إلى جانب صمت عربي ودولي على مجريات الواقع، فالصورة عند المراقبين وخاصة الدول التي ستتأثر من أوضاع اليمن بانتظار تطورات الأيام القادمة، وعلى النقيض الدول الخارجية التي يهمها الآن إيقاف تمدد داعش إلى فرضية أن اليمن ليس فيه ما يغري الدول المتداخلة من الخارج التدخل أو الاهتمام بالشأن اليمني، إلا ما تقوم به أمريكا في فترات متباعدة بضرب قواعد القاعدة بطائرات بدون طيار، وما عدا ذلك لا نجد من على تواصل حذر إلا الدول الخليجية.. المواجهة الحالية الأكثر تأزيماً للوضع كله، مطالبات الجنوبيين بالاستقلال وهل تكون المناسبة تفرض واقعاً جديداً، تماماً كما حدث لأكراد العراق الانفصال عن المركز، فعدم وجود قوة الدولة المركزية، وانهيار الجيش أمام الحوثيين وتشكيل ما يشبه دولتهم، قد يهيئ الظروف لانفصال الجنوب، وهو من منظور المستقبل القاعدة الاقتصادية لكل اليمن حيث وجود النفط والمعادن وتجار الخارج القادرين على إعادة بنائه كدولة لديها إمكانيات بناء كيان متقدم. لذلك لو حدث هذا السيناريو وسيطر الحوثيون، هل لديهم وحتى حليفهم إيران الإمكانات للصرف على دولة لا تلقى التوافق من كل اليمنيين وتعتمد في دخلها على المعونات الخارجية والتي لن تتدفق إلا بمعرفة مع من تتعامل تلك الدول، سلطة الحوثيين، أم حكومة مركزية تبقي على السياسات الراهنة؟ بغياب الحقيقة، لا يستطيع أي مراقب أن يعطي جزماً بما يدور على الأرض وبين الفرقاء، وحتى تتضح الصورة، فالمتشائمون أكثر من المتفائلين شأن كل السوابق في أحداث هذا البلد.